وجه البيت الأبيض وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” لإنشاء توقيت زمني موحد للقمر، حيث تواجه الولايات المتحدة منافسة مع عدة دول، بينها الصين وروسيا وشركات خاصة، التي باتت توجه أنظارها أيضا للفضاء.
أفادت صحيفة “واشنطن بوست” بأن مذكرة صدرت يوم الثلاثاء من مكتب البيت الأبيض لسياسات العلوم والتكنولوجيا تعكس رغبة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في وضع معايير زمنية للأجرام السماوية غير الأرضية وحولها.
وتوجهت المذكرة أيضًا إلى وكالة الفضاء لتطوير توقيت فلكي موحد مع التركيز الأولي على سطح القمر بحلول ديسمبر 2026، وسيتم تعريف هذا المعيار الزمني الموحد بـ “التوقيت القمري الموحد (LTC)”.
ووفقًا للمذكرة، هناك حاجة ماسة إلى مرجع زمني موحد نظرًا لأن جاذبية القمر أضعف من جاذبية الأرض، مما يؤدي إلى تحرك الوقت بشكل أسرع على القمر، مع وجود اختلافات دورية إضافية.
وأشارت المذكرة إلى أهمية هذا المشروع في “تحقيق الاكتشاف العلمي وتنمية الاقتصاد والتعاون الدولي في الفضاء”.
وقالت العالمة في الفلك وأستاذة الفيزياء الفلكية في جامعة إدنبره بأسكتلندا كاثرين هيمانز إن “الساعات تمر بسرعة أكبر على القمر”، مشيرة إلى أن اليوم القمري يساوي تقريبًا 29.5 يوم أرضي، مما يعني أن الشمس تشرق لمدة أسبوعين تقريبًا على القمر، ثم يليه الظلام والليل لمدة أسبوعين آخرين تقريبًا.
وتقول مذكرة البيت الأبيض إن أحد الأسباب الرئيسية لتوحيد الوقت يرجع إلى حقيقة أن الولايات المتحدة تخطط “لإعادة البشر إلى القمر وتطوير القدرات لتمكين وجود دائم” هناك.
ويهدف برنامج “Artemis Moon” التابع لناسا إلى تحقيق هدف الولايات المتحدة المتمثل في إعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ أكثر من 50 عاما.
وتهدف مهمة ” Artemis 2″ إلى إرسال طاقم بشري حول القمر، وسيضم طاقمها أول امرأة وأول أميركية من أصل أفريقي وأول كندية تطير في مهمة إلى القمر.
وتأمل ناسا في إطلاق مهمة ” Artemis 3″ الذي ستتضمن هبوطا بشريا على سطح القمر، بحلول سبتمبر 2026.
وتأتي مساعي البيت الأبيض لوضع توقيت موحد للقمر في وقت تضغط فيه الصين والهند وروسيا واليابان ودول أخرى من أجل وجود أكبر في الفضاء.
وقالت الصين، على وجه الخصوص، إنها تهدف إلى هبوط أول رواد فضاء لها على سطح القمر قبل عام 2030.
كما تعمل شركات خاصة أيضا على تطوير مبادرات لإرسال مركبات فضائية تجارية إلى سطح القمر ومداره، للاستفادة منها في مجال البحث العلمي واستخراج المعادن.
الحرة