السودان يطالب مجلس الأمن بردع الإمارات وينتقد مؤتمر باريس

دعا السودان مجلس الأمن الدولي لإدانة الامارات رسميا وحثها على وقف تزويد الدعم السريع بالعتاد الحربي وتمويل المقاتلين، كما جدد نقده ورفضه لمؤتمر باريس المنعقد بعيدا عن مشاركة الحكومة الرسمية.

وفي 29 مارس الماضي، قدم السودان شكوى إلى مجلس الأمن رسمية ضد الامارات متهما اياها بالتخطيط لإشعال الحرب ودعم قوات الدعم السريع بمساعدة من تشاد.

وعقد مجلس الأمن الدولي، ليل الجمعة، جلسة خاصة عن الوضع في السودان قدم خلالها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية والاتحاد الأفريقي تقريران حول الأوضاع في السودان، تلاهما مناقشات بين أعضاء المجلس وتعقيب من ممثل السودان الدائم في الأمم المتحدة الحارث إدريس.

وقال إدريس، في كلمته أمام المجلس إن “إدانة الإمارات صراحة في المجلس يشكل البداية الصحيحة لوقف الحرب مع الطلب منها وقف تزويد المليشيات بالعتاد الحربي والسيارات المصفحة وتمويل المقاتلين وتوفير أدوات التشويش والصواريخ المتطورة مثل (Javelin 148)”.

وطالب بصدور قرار من مجلس الأمن الدولي يحث فيها الإمارات على الإقلاع عن إمداد الدعم السريع بالسلاح وتأجيج الحرب وإثارة القلائل وتهجير الشعب السوداني.

وأشار إدريس إلى أن استعدادات الدعم السريع للحرب “ما كانت لتحدث، لولا أن الإمارات الراعي الإقليمي لخطة العدوان المسلح استمرت في تقديم الدعم العسكري واللوجستي لدعم السريع وحلفاءه من المليشيات بجانب الإسناد السياسي والإعلامي والدعائي”.

وكشف المسؤول السوداني عن حصول الدعم السريع على صواريخ “Javelin 148 FGM” واستخدامها ضد أهداف جوار قيادة الجيش في العاصمة الخرطوم، كما عثرت السلطات على صواريخ متطورة في مواقع تابعة للمليشيا.

وأضاف: “يبدو أن الرعاة الإقليميين للحرب، من خلال هذه الأسلحة، أرادوا منها ترجيح كفة المليشيا في النزاع الذي يصرون على استمراره، حيث يسعون في الخفاء لحظر تسلح الجيش السوداني ويلتقون سرًا بنشطاء مليشيا الدعم السريع”.

وشدد الحارث إدريس على أن إيران لا تلعب أي دورًا في الحرب، كما لا تشكل عودة العلاقات الدبلوماسية معها أي خطر على أمن إسرائيل.

وظل السودان ينفي صحة تقارير إخبارية عن تلقيه دعمًا عسكريًا من إيران، بما في ذلك طائرات مسيرة من طراز مهاجر التي يتردد انها اسهمت في ترجيح كفته ميدانيًا بعد أشهر من التراجع الميداني.

مؤتمر باريس

وبشأن مؤتمر باريس المنعقد منتصف هذا الشهر دون مشاركة الحكومة، قال الحارث إدريس إن عقده بتلك الطريقة “كان يهدف إلى عزل السودان”.

وأشار إلى أن المؤتمر يُعرقل التوصل إلى حل سريع للحرب في السودان، حيث شاركت فيه دول الحرب.

وأضاف: “أن يتم دعوة الدول المعتدية وشركائها الإقليميين مع استثناء الدولة الضحية، يدل على تأثير كبير من دولة العدوان وعلى موقف الدولة الراعية للمؤتمر”.

ونظمت فرنسا بالشراكة مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي، الاثنين الماضي، مؤتمرًا إنسانيًا في باريس استطاع حشد 2.1 مليار دولار لدعم الاستجابة الإنسانية للسودانيين الذي يحتاج 25 مليون شخص فيه لمساعدات.

وشدد الحارث إدريس على أنه “بما أن الاتحاد الأوروبي أصبح طرفًا وهو منظومة سياسية رسمية، فإن عدم دعوة السودان للمؤتمر يشكل إخلال بالمعايير الدبلوماسية لحل النزاعات”.

وأعلن عدم تعاون السودان “مع إي جهة تنحو إلى تدويل النزاع أو تستخدمه كرافعة سياسية للضغوط على الحكومة”، مشددًا على ضرورة تقديم وقف الحرب على الاستجابة للتحدي الإنساني.

وتقول الأمم المتحدة إن 18 مليون سوداني يعانون من الجوع الشديد بينهم 4.9 مليون فرد على شفا المجاعة، مما دعاها لوضع خطة لإبعاد شبحها تستهدف تقديم مساعدات لـ 7.6 مليون شخص خلال الـ 6 أشهر المقبلة.

سودان تربيون

Exit mobile version