هل تمرد الطلاب؟

كشف رئيس مجلس إدارة جامعة الخرطوم البروفيسور الأمين دفع الله عن تحوطات أمنية لاستئناف الدراسة في الجامعة بتدريب أفراد “غلاظ” من شرطة تأمين الجامعات المكونة حديثا يتمتعون ببنية جسمانية ضخمة ومخول لهم فتح النار لحفظ الأمن.

وأكد رئيس مجلس إدارة جامعة الخرطوم الأمين دفع الله لدى حديثه في ورشة عمل حول العنف الطلابي بالبرلمان،أمس الأول، أن أبواب الجامعة ستكون محروسة بأفراد من شرطة تأمين الجامعات، يتمتعون بأحجام عالية تمكنهم من صد أي تدافع طالبي.

ويأتي تكليف شرطة خاصة لتأمين الجامعات بعد موجة العنف التي شهدتها عدة جامعات في أبريل الماضي انتهت بإغلاق جامعة كردفان إثر مقتل طالب، وتعليق الدراسة بجامعة أم درمان الأهلية بعد مصرع طالب أيضا،وأغلاق غالبية كليات جامعة الخرطوم وفصل ستة طلاب بصورة نهائية و11 آخرين لعامين.

لقد أصبت بصدمة واستهوتني أحزان، لموقف البرفيسور الأمين دفع الله،فكان المأمول أن يكون حديثه في ورشة البرلمان تربوياً وناصحا وموجها أبنائه الطلاب خصوصاً أن غالبية من يدخلون الجامعات صاروا من صغار السن في مرحلة التشكيل وبناء الشخصية.

لم يكن دفع الله موفقاً في تهديداته للطلاب بتدريب أفراد “غلاظ” من شرطة تأمين الجامعات،كأنهم متمردون على سلطان الدولة يحملون الصواريخ في داخل “غابات” الجامعات،هل يعقل أن يكون هذا خطاب رأس هرم الجامعة لطلابه،ألا توجد لغة غير التهديد والوعيد بالويل والثبور.

خطاب مدير شرطة تأمين الجامعات، اللواء شرطة حقوقي، المزمل محجوب أحمد، كان أكثر موضوعية وتوازناً من رئيس مجلس إدارة جامعة الخرطوم، فقد طمأن بأن قواته لم تشكل لقمع وضرب الطلاب، وإنما لتقديم خدمة الأمن داخل الجامعة.

وأكد أن الحرس الجديد سيكون مسلحاً ومخول له اطلاق النار، وفقاً لقواعد استخدام القوة، مع توجيهات بتطبيقها تطبيقاً صحيحاً حتى لا يتضرر منها أحد، وقال “لن نستخدم القوة مع طالب مسالم.. نعم يوجد سلاح لكنه غير قاتل ولأغراض حماية الشرطي لنفسه”.

العنف داخل الجامعات ليس جديداً على الوسط الطلابي فقد شهدت منذ ستينيات وثمانيات القرن الماضي أعمال عنف ومواجهات أدت إلى مقتل بعض الطلاب، ولكنه بات متزايداً وشرساً ويعود ذلك لتزايد أعداد الجامعات والطلاب وتأثرهم بما يجري في المشهد السياسي من مشاحنات واستقطاب وصراع .

شرطة الجامعات وحدها لن توقف العنف،وهل في مقدرة الدولة نشر آلاف من رجال الشرطة في عشرات الجامعات ومؤسسات التعليم العالي العامة والخاصة..أليس من الأفضل تعليم الطلاب احترام القانون وغرس القيم في نفوسهم بدلاً عن تهديدهم بـ “الغلاظ” والرصاص ؟..

النور احمد النور – الصيحة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.