مسنون يقررون الزواج من فتيات في عمر بناتهم

باتت ظاهرة زواج الآباء بعد وفاة زوجاتهم تثير قلق العائلة بأكملها. في الغالب، يرفض الأبناء هذا الزواج لأسباب متعددة، كل منهم ينظر إليه من زاوية محددة. في كثير من الأحيان، يصل الأمر إلى حد مقاطعة الأب، مما يجعله يقرر العيش بمفرده. هذه الظاهرة شائعة في مجتمعنا، لكن المشكلة لا تقتصر على الزواج نفسه، بل تمتد إلى اختيار الأب لشريكة حياته. في العديد من الحالات، يختار الآباء فتيات لم يتجاوزن الثلاثين من العمر، حتى ولو كان عمرهم قد تجاوز الستين. ومن هنا تبدأ المشاكل العائلية، فبدلاً من الاعتراض على الزواج نفسه، يتحول الأمر إلى عدم الرضا عن فارق السن بين الزوجين.

يرى الآباء أن الزواج بفتاة صغيرة هو الأنسب لهم، خاصة وأنهم في سن متقدمة ولا يمكنهم الزواج من سيدة تقاربهم سناً. من جهة أخرى، يتساءل العديد من الآباء عن سبب الاعتراض على هذا الزواج، مادام مبنياً على شرع الله وسنة رسوله. بعض الآباء يفسرون رفض الأبناء لهذا الزواج بأسباب أخرى، مثل الحسد. بالإضافة إلى ذلك، يعبر الكثير منهم عن رغبتهم في الحصول على ذرية جديدة من زوجة شابة، معتبرين أن الزواج ليس فقط من أجل الرعاية، بل هو سنة الحياة.

في المقابل، أجمع الكثير من الأبناء على رأي واحد، على أن من تريد الزواج من شيخ في سن أبيها، فهذا من أجل الطمع في ماله، حتى ولو كان قليلا، أو لمسكنه أو لحاجة في نفسها.. فليس من المعقول، أن تتزوج فتاة من شخص يكبرها بنصف عمرها، من أجل الزواج فحسب، بل هو من أجل أهداف أخرى. ويقدم الكثير منهم أدلة في مجتمعنا على زواج فتاة لم تتجاوز سن الثلاثين، من شخص قارب أو تجاوز الستين من عمره.

يبقى الحكم على هذا الزواج مجرد تخمينات، لكن الفارق في السن له دور كبير في حياة الزوجين، كما أن الفرد حينما يتجاوز الستين من عمره، ربما تليق به امرأة تجاوزت الخمسين بقليل أو تقترب من الخمسين، وهو الأقرب والأنسب لعدة اعتبارات، جسدية وكذا عقلية.

صالح عزوز – الشروق الجزائرية

Exit mobile version