نسرين النمر: واقعة تلفزيون السودان ..ممارسة العنصرية الثقافية وصناعة الأقليات

واقعة التلفزيون ممارسة العنصرية الثقافية وصناعة الأقليات
واقعة التلفزيون القومى بين مقدمة البرامج زينب اير أ والمدير العام للهيئة ابراهيم البزعي كشفت بشكل سافر عن بؤس وعينا وتعاطينا مع قيمة الرسالة الإعلامية وعمق أثرها المجتمعي وخصوصية هذه الرسالة وحساسيتها في ظل الحروب والنزاعات

وأعادت طرح أسئلة المهنية والهوية وكيفية إدارة التنوع والعنصرية الثقافيه وممارسة الإستعلاءالثقافي وكيفية صناعة الأقليات ثم سؤال أخلاقيات العمل الصحفي أوالإعلامي
إبتداءً بالسماح لمقدمة برنامج غير متخصص موضوعا في تراث المنطقة في تلفزيون قومي بممارسة عنصرية ثقافية عبر رسالة ضمنية يشير اليها الزي أو أوجه العرض ممثلة في قطع الديكور والاكسسوارات داخل الاستديو
أنا هنا لا ألوم ايرا علي ما قامت به بوعى او دون وعي لسببين
اولهما عدم وضوح محددات واشتراطات الظهور على الشاشه

وثانياً مراعاة لما يعانيه المذيع في سبيل توفير اطلالة مقبوله وهو بذلك يقوم بادوار وظيفية أخرى هو غير معنى بها كانت لتتوفر له بسخاء لو كنا نتعامل مع الإعلام بمهنية ومسئولية
ايرا التي ثارت لجرح كرامة هويتها الثقافية نفسها مارست إستعلاءا ثقافيا. بتمييزها لهويتها الثقافيه على حساب ثقافات اخرى منتجه وهذه تعد عنصرية ثقافية غير قابلة للبس
ثم متى ما تحدثنا عن المؤسسية والمهنية فنجد أن ما تم هو أشبه بالونسة والثرثرة مع ممارسة سلطة أشبة بالأبوية وهو ما عقد من شكل الازمة وإدارتها وورط السيد المدير العام في مأزق غياب المهنيه والشجاعة في مواجهة أزمة هو الادرى بتعقيداتها.
أما ما يدعو للدهشه بشكل حقيقي هو خطورة ما كشفته هذه الأزمة من هشاشه أمنية في ظل وضع مرتبك بالكامل وغياب تام للحس الوطني والحكمة ثم وضوح مؤشرات تغرى بمزيد من الفوضى في مؤسسات حساسة مثل التلفزيون

نسرين النمر

النيلين

Exit mobile version