سودافاكس ـ تصدرت منطقة جبل مويا في ولاية سنار السودانية محركات البحث خلال الساعات الماضية، عقب معارك عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، انتهت بسيطرة الأخيرة عليها.
فما هي أهمية هذا الجبل التاريخية والاستراتيجية، وماذا يعني سقوطه في أيدي الدعم السريع؟
تقع منطقة جبل مويا في الجزء الغربي لولاية سنار، على بُعد حوالي 296 كيلومترًا جنوب الخرطوم.
اشتباكات عنيفة بين الجيش والدعم السريع
وتحدها من الغرب النيل الأبيض ومن الشرق النيل الأزرق، وتقع في جنوب سهل الجزيرة.
فيما تتميز تلك المنطقة بموقعها الاستراتيجي كنقطة التقاء لثلاث ولايات رئيسية في وسط وغرب السودان.
كما تقع ضمن سلسلة جبال ولاية سنار، وتُعتبر نقطة تلاقٍ لطرق مهمة نحو النيل الأبيض غربًا والنيل الأزرق جنوبًا وولاية الجزيرة شمالًا.
إلى ذلك، تُعد منطقة جبل مويا نقطة تلاقٍ لعدة ولايات، بما في ذلك النيل الأزرق والنيل الأبيض والجزيرة، وتقع غرب مدينة سنار وشمال طريق الأسفلت الذي يربطها بمدينة ربك. وتتميز بمساحة تزيد عن 12 كيلومترًا مربعًا، وتضم مجموعة من القرى الكبيرة.
طرق مفتوحة
لذا، فإن سقوط جبل مويا في أيدي قوات الدعم السريع يعني أن الطريق إلى شرق السودان وصولاً إلى مدينة بورتسودان “العاصمة المؤقتة” والميناء الرئيسي للبلاد أصبح مفتوحًا.
ما يعني أن دفاعات الدعم السريع الأمامية في مواجهة القوات المسلحة السودانية ستنقل تلقائيًا إلى جبل مويا.
بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي سقوط جبل مويا إلى سقوط ولايتي شمال كردفان والنيل الأبيض في المستقبل، ما يسهم في إحكام الحصار عليهما.
الحصن الأساسي لسنار
وفي السياق، أكد مهند رجب الدابي الباحث التاريخي والروائي أن منطقة جبل مويا تعد الحصن الأساسي الغربي لولاية سنار و وسط السودان، كما تعد البوابة الشرقية لولاية النيل الأبيض وإقليم دارفور.
ومنذ أزمان بعيدة، كانت تلك المنطقة بتضاريسها الجبلية الوعرة، حصنًا لمملكة سنار الإسلامية (1504-1820).
“الجيش العرمرم”
وحتى عندما وصل جنود حاكم مصر محمد علي باشا لغزو مملكة سنار عام 1820م، التي كانت يومها تحت حكم الملك بادي السابع، رفض “الجيش العرمرم” كما كان يعرف جيش سنار، التسليم مثلما فعل الملك بادي السابع الذي سلم عاصمة مملكته مقابل الخروج الآمن.
فلجأ الجيش إلى جبل مويا وقاوم الغزاة لستة أعوام، حتى فشلوا في القضاء عليه رغم تفوقهم في العدة والعتاد.
ولم يجد الجيش الغازي مفرًا من فرض الحصار على جيش سنار الذي تحصن بجبال مويا، وقضى عليهم في نهاية المطاف بعد أن بلغ بهم الجوع حد مقايضة جرة ذهب بجرة حبوب.
أشهر مناجم الذهب
إلى ذلك، ذكر الدابي لـ”العربية.نت” أن منطقة جبل مويا تُعَدّ من أشهر المناجم الغنية بالذهب في البلاد.
إذ بدأت عمليات التنقيب فيها مبكرًا بواسطة السير هنري ويلكم، وهو يهودي أميركي، كان أول من نقب في هذه المناطق عام 1912م.
لكن جهوده انتهت بمرضه ووفاته عام 1935م.
فيما بلغت حصيلة عمليات التنقيب المحمومة لويلكم 88 طنًا من الذهب الخالص والمشغول.
ولأغراض التنقيب، أنشأ ويلكم خط سكة حديد داخل الجبل الذي يحتوي على مناجم ذهب ومغارات وكهوف أثرية لا تزال موجودة حتى اليوم.
وما زال السكان المحليون يجتمعون عند مصبات المياه في سفح الجبل، عند هطول الأمطار الغزيرة، حيث تجرف السيول غالبًا المشغولات الذهبية والأواني الفخارية الأثرية من باطن الجبل.
سر الاسم؟!
أما سر التسمية، كما يؤكد الدابي، فتعود إلى الملك مويا، أحد الملوك الذين حكموا تلك الأنحاء في أزمان بعيدة، وليس لكثرة عيون الماء النابعة من قمة الجبل كما يعتقد الكثيرون.
هذا وتُعتبر جبل مويا نموذجًا للسودان بتنوعه القبلي، حيث يعمل سكانها في الزراعة والرعي والتجارة.
كما تشتهر بزراعة الدخن والسمسم بكميات كبيرة، وتُعتبر من أكبر المنتجين في السودان بعد القضارف والدالي والمزموم.
كذلك تربي المنطقة أعدادًا كبيرة من المواشي، وتُتخصص في تربية الأبقار والضأن والماعز، بالإضافة إلى الصناعات اليدوية المستخدمة في الزراعة مثل المحاريث والفؤوس.
العربية