المطابخ الجماعية في الخرطوم تُصدر مناشدات لإنقاذها من التوقف.
جددت غرفة طوارئ جنوب الحزام، التي تضم أحياء جنوب العاصمة الخرطوم، نداءاتها لتمويل المطابخ الجماعية التي توقفت عن العمل منذ يومين بسبب نقص الأموال.
أعلنت غرفة الطوارئ في جنوب الحزام يوم السبت أنها تُذكر الناس بتوقف المطابخ الجماعية في أحياء جنوب الخرطوم بسبب نقص الأموال. ودعت إلى إرسال التبرعات من خلال الحسابات المصرفية المرفقة مع مناشدتها.
تستخدم المطابخ الجماعية في السودان خلال فترة الحرب التحويلات المالية من خلال الحسابات المصرفية الإلكترونية، لشراء المواد الغذائية وإعداد الطعام في مراكز موزعة في الأحياء.
مع تدهور الأوضاع الإنسانية، زادت أعداد المدنيين الذين يعتمدون على المطابخ الجماعية للحصول على الغذاء، حيث تمتد الطوابير في بعض المراكز إلى حوالي كيلومتر من أجل الحصول على وجبة تتكون من العدس والأرز والخبز.
لا تصل إمدادات الإغاثة بشكل منتظم إلى المدنيين في السودان، خصوصًا في المناطق المتوترة. ويتهم الجيش قوات الدعم السريع بالتراجع عن تنفيذ اتفاق جدة الذي تم توقيعه بين الطرفين في 11 مايو 2023 في المملكة العربية السعودية، تحديدًا في مدينة جدة.
خلال المحادثات التي أقيمت في جنيف منتصف هذا الشهر، لم يتمكن الجيش والدعم السريع من تحقيق أي تقدم في المجال الإنساني، وذلك تحت رعاية مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى السودان رمطان العمامرة.
أدت الحرب إلى نزوح عشرة ملايين شخص سواء داخليًا أو خارجيًا حسب إحصائيات منظمة الهجرة الدولية. كما تتعرض خمسة ملايين شخص في البلاد لخطر المجاعة، وبلغ عدد الأشخاص الذين وصلوا إلى مرحلة الجوع الحاد (700) ألف شخص وفقًا للأمم المتحدة.
مع زيادة أسعار الغذاء في السودان نتيجة لارتفاع سعر صرف العملة الوطنية الذي بلغ (2.7) ألف مقابل الدولار الأميركي، أصبحت المطابخ الجماعية تواجه صعوبة في تأمين الغذاء.
توضح الناشطة في المجال الإنساني والباحثة نهلة حسن في حديثها لـ”الترا سودان” أن المطابخ الجماعية تأثرت بموجة الغلاء التي اجتاحت البلاد، بما في ذلك الممولين للعمل الإنساني من أفراد المجتمع. كما تضررت الجهات الخيرية جراء الأزمة الاقتصادية والمالية، وذلك مع ارتفاع سعر الصرف في السوق السوداء، وشح الوقود، وزيادة تكاليف الشحن والنقل.
تشير نهلة حسن إلى أن الأوضاع الإنسانية في السودان أصبحت مقلقة للغاية، حيث يموت الأطفال جوعًا أمام ذويهم الذين لا يستطيعون توفير الطعام. وهناك تقارير تتحدث عن قيام السكان في جنوب كردفان بطهي أوراق الشجر، وهذه المعلومات صحيحة، فليست لديهم وسيلة بديلة سوى تحضير الأوراق الخضراء التي تنمو في فصل الخريف حول المستنقعات.
في مؤتمر صحفي عُقد في مدينة بورتسودان بولاية البحر الأحمر يوم الخميس الماضي، رفض وزير الزراعة السوداني أبوبكر البشري البيانات التي أصدرتها الأمم المتحدة والتي أكدت أن هناك (755) ألف شخص يعيشون في حالة جوع كارثي. وأوضح أن السودان لا يعاني من مجاعة، مشيرًا إلى أن عدد سكان البلاد يبلغ (50) مليون نسمة، وأن المجاعة تُعلن عندما يصل عدد الجوعى إلى 20% من السكان.
الترا سودان