خلال العام 1900، استضافت العاصمة الفرنسية باريس النسخة الثانية من الألعاب الأولمبية الصيفية. وبتلك الفترة، تواصلت هذه الألعاب ما بين يومي 14 أيار/مايو و28 تشرين الأول/أكتوبر ضمن فعاليات المعرض الدولي الذي استضافته باريس. وخلافا لأولمبياد 1896 التي منعت النساء من المنافسة بها، سمح لعدد ضئيل من الرياضيات بالمشاركة بأولمبياد 1900. ومن ضمن 997 رياضيا حينها، تواجدت 22 امرأة فقط.
فوز مارغريت أبوت
يوم الثالث من شهر تشرين الأول/أكتوبر 1900، التحقت الأميركيتان مارغريت أبوت (Margaret Abbott)، البالغة من العمر 22 سنة، وأمها ماري بثماني نساء أخريات للمشاركة ببطولة غولف نسائية نظمت ضمن أولمبياد 1900 بمنطقة كومبين (Compiègne) على بعد 50 ميلا شمالي العاصمة الفرنسية باريس. وبتلك الفترة، تواجدت بهذه المنافسة خمس نساء فرنسيات وخمس نساء أميركيات ممن كن يدرسن أو يقضين إجازات بأوروبا.
وأثناء مشاركتهن، أجبرت النساء المشاركات بهذه اللعبة على ارتداء أكمام وتنانير طويلة. وبهذه المسابقة، تفوقت مارغريت أبوت وتمكنت من الفوز لتحصل بذلك على المركز الأول. وبفترة غابت فيها منصة التتويج والميداليات الذهبية التي ظهرت عام 1904، حصلت مارغريت أبوت على وعاء قديم من الخزف السكسوني المزين بالذهب. وبسبب هذه الجائزة، لم يكن هنالك أي شيء يثبت فوزها بالمركز الأول بحدث رياضي أولمبي وتحولها لأول بطلة أولمبية بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
أول بطلة أولمبية أميركية
سنة 1902، تزوجت مارغريت أبوت من الفكاهي والناقد السياسي فينلي بيتر دون (Finley Peter Dunne). ومن هذا الزواج، أنجبت مارغريت أربعة أطفال لم يكن أي منهم على علم بفوز والدتهم بحدث أولمبي. وسنة 1955، توفيت مارغريت أبوت دون أن تعلم بأنها أول بطلة أولمبية بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية.
ويعود الفضل في الكشف عن أطوار قصة مارغريت أبوت للباحثة بمجال التاريخ باولا ويلش (Paula Welch). فعام 1973، زارت الأخيرة مقر اللجنة الأولمبية الأميركية بمدينة نيويورك للبحث في أطروحتها عن الرياضيين الأولمبيين الأميركيين عندما لاحظت وجود اسم أبوت ضمن قائمة تحدثت عن أبطال الولايات المتحدة الأميركية السابقين. وحسب ما افترضته ويلش، وقع اسم مارغريت أبوت بهذه القائمة بسبب إدراجه بأحد التقارير الحكومية عن معرض باريس الذي تحدث عن فوز أبوت بدورة غولف نسائية.
مع فشلها في التوصل للحقيقة حول هذه الرياضية، واصلت باولا ويلش أبحاثها لنحو عقد لتتمكن بحلول العام 1982، بعد تمعنها ببكرات الفيلم القديمة والصحف العتيقة وغير المعروفة، من تحديد طبيعة نشاط مارغريت أبوت بأولمبياد 1904. وعلى إثر ذلك، نشرت قصة مارغريت أبوت التي صنفت كأول بطلة أميركية بالألعاب الأميركية بعد مضي 27 سنة عن وفاتها.
العربية نت