ذكر سكان محليون لـ”الترا سودان” إن أعراضًا مشابهة للكوليرا ظهرت على العشرات من الأشخاص في محلية حلفا الجديدة بولاية كسلا شرق السودان.
عاملة إنسانية: السلطات تخفي المعلومات حول الوباء لأنها غير قادرة على اتخاذ إجراءات مناسبة.
قال صالح عمار، المتحدث باسم تحالف القوى المدنية في شرق السودان، إن الكوليرا قد انتشرت في منطقة ود الحليو في ولاية كسلا، مطالبًا السلطات بعدم فرض قيود على المنظمات الطوعية والغرف.
في نهاية الأسبوع الماضي، أفادت وزارة الصحة السودانية بشكل رسمي عن ظهور الكوليرا في عدة ولايات، مما أدى إلى إصابة المئات وتسجيل حالة وفاة واحدة.
شهدت محلية حلفا الجديدة، التي تقع في غرب ولاية كسلا، هطول أمطار غزيرة طوال هذا الشهر، حيث تسقط بشكل شبه يومي، مما يؤدي إلى تراكم المياه في الشوارع نتيجة لعدم وجود نظام للصرف الصحي.
يعاني السوق الرئيسي من نقص في البنية التحتية لصرف مياه الأمطار، مما يؤدي إلى بقائها في برك ومستنقعات لفترة قد تصل إلى عدة أشهر، وذلك بسبب تقصير السلطات المحلية في اتخاذ الإجراءات الفعالة، كما أفاد المواطنون.
يعرض الباعة الخضروات والفواكه والمواد الغذائية على الأرض في السوق المركزي، وعلى الرغم من اعتماد المواطنين على موظفي البلدية للمراقبة الصحية، إلا أن هذا الأمر المستمر منذ سنوات يصعب مواجهته، وفقًا لأحد أعضاء غرفة الطوارئ في محلية حلفا الجديدة.
أصدر المدير التنفيذي لمحلية حلفا الجديدة مجموعة من القرارات الإدارية التي تمنع عرض الخضروات والفواكه والسلع الغذائية على الأرض. كما أكد على أهمية مكافحة الخلل الذي يؤثر سلبًا على صحة البيئة، وذلك ضمن الإجراءات الحكومية التي تم اتخاذها خلال الشهرين الماضيين.
تقول متطوعة في غرفة طوارئ حلفا الجديدة، التي فضلت عدم ذكر اسمها نظراً لحساسية الموضوع ولتجنب الملاحقة، إن الكوليرا قد انتشرت في قرى حلفا الجديدة وقد تم رصد إصابة العشرات بأعراض مشابهة لأعراض الكوليرا، مما يشير إلى أن المنطقة أصبحت من المناطق الموبوءة بالكوليرا.
ذكرت أن ظهور الكوليرا كان متوقعًا بسبب تدهور ظروف البيئة وكثرة الأمطار هذا الشهر، حيث تتساقط يوميًا لمدة أسبوع، مما يؤدي إلى تجمع المياه في المستنقعات في القرى والسوق الرئيسي، والتي تفتقر إلى التصريف.
وفي حديثها مع “الترا سودان”، أشارت إلى أن السلطات الصحية لن تستطيع مواجهة الوباء في ظل تدهور البنية التحتية وغياب الحلول الفعّالة لتصريف المياه. كما أن الإدارة المحلية تواجه تحديات لم تتمكن من التغلب عليها، خصوصاً أنها لم تستعد مبكرًا لفصل الخريف، على الرغم من أن هذا العام فريد من نوعه بسبب النزوح وزيادة عدد السكان في المنطقة، مما يؤدي إلى ضغط على الخدمات المحدودة.
الترا سودان