اندلعت اشتباكات بالمدفعية الثقيلة بين الجيش والدعم السريع في مناطق حطاب وكباشي والأحامدة شمال الخرطوم بحري منذ وقت مبكر من صباح اليوم، فيما أكد مواطنون من الجيلي تقدم القوات المسلحة من قاعدة حطاب العسكرية إلى المناطق المحيطة.
باحث: الكفاءة القتالية لقوات الدعم السريع في تراجع مستمر
وأطلقت قوات الدعم السريع القذائف الصاروخية على قاعدة حطاب العسكرية بالخرطوم بحري، وقعت أيضًا في السوق الرئيسي في المنطقة وتعرض العشرات إلى إصابات، ولم يتسن الحصول على معلومات إضافية بسبب استمرار المعارك.
وفشلت قوات الدعم السريع خلال الشهور الماضية في اقتحام قاعدة حطاب العسكرية بالخرطوم بحري التابعة للجيش، ولجأت إلى تنفيذ هجمات برية مكثفة طوال الفترة الماضية.
ووصف محمد الفاتح الذي يقيم في الجيلي لـ”الترا سودان” ما يحدث في منطقة خطاب وكباشي بالعمليات البرية والمواجهة بين الجيش والدعم السريع، بعد شهور من انحسار المعارك على الأرض.
وتعد شمال الخرطوم بحري من المناطق النشطة عسكريًا بسبب معارك المصفاة الرئيسية للنفط، في منطقة الجيلي والتي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ويتمركز الجيش على بعد كيلومترات لتنفيذ هجوم بري واسع النطاق.
وقال سكان من الخرطوم وأم درمان إن أصوات المدافع تسمع من ناحية الخرطوم بحري اليوم الاثنين في جولة جديدة للمعارك العسكرية، قد تكون الأطول نتيجة تعثر مفاوضات جنيف.
وكانت بعض الأحياء في منطقة السامراب تأثرت بالاشتباكات العسكرية التي وقعت قرب قاعدة حطاب العسكرية الشهرين الماضيين، حيث تعمل غرف الطوارئ على توفير المطابخ الجماعية لآلاف المدنيين في المنطقة.
وفي تموز/يوليو الماضي كانت القوات المسلحة أعلنت تجهيز آلاف المقاتلين من “القوات الضاربة” في قاعدة حطاب العسكرية بالخرطوم بحري، من مواطني المنطقة الذين قرروا الدفاع عن أنفسهم والتطوع في القتال ضد قوات الدعم السريع.
وتعد قاعدة الحطاب من المناطق العسكرية المحصنة والتي لديها تاريخ طويل من التجهيزات الحربية والتدريب، ويقول مراقبون إن فشل الدعم السريع في اقتحام القاعدة يعود إلى كفاءة القوات العسكرية في حطاب العملياتية.
وحال تقدم القوات المسلحة في أحياء السامراب ودردوق ونبتة وكباشي والجيلي، فإن هذه العمليات تضمن لها الحصار المحكم على قوات الدعم السريع المتمركزة في مصفاة الجيلي.
كما أن وجود قاعدة الكدور العسكرية، في نفس المنطقة يعزز من توسع القوات المسلحة في أحياء أقصى بحري الواقعة شمال مصفاة الجيلي، والأسابيع الماضية نفذت عناصر من الجيش عمليات نوعية لقوات الدعم السريع التي تنقل الإمدادات من الخرطوم بحري إلى مصفاة الجيلي.
ويقول الباحث في الشأن الاستراتيجي محمد عباس لـ”الترا سودان”، إن الكفاءة القتالية لقوات الدعم السريع وصلت إلى ذروتها عندما اندلعت الحرب واستمرت، ومن ثم تراجعت على الرغم من سيطرتها على ثلاثة ولايات وهي سنار والجزيرة وأجزاء من غرب كردفان، لكن هذه العمليات وقعت نتيجة أخطاء من قيادات في الجيش كلفت بالمهام العسكرية في هذه الولايات.
وأضاف: “خلال هذا العام سيطرت قوات الدعم السريع على أجزاء من ولايات سنار والجزيرة وغرب كردفان، ونجحت في ذلك لأن هناك اخفاق من جانب الجيش، بمعنى أن الكفاءة القتالية لم تكن عاملا حاسما لقوات حميدتي في هذه المناطق بل تقصير القوات المسلحة”.
ويقول عباس إن القوات المسلحة تمكنت من استعادة الكفاءة القتالية وخبرتها الممتدة عبر سنوات تزيد عن مائة عام، تمكنها من ترويض هذه القوات بالاعتماد على عامل الوقت والوصول بها إلى درجة الإنهاك.
ويعتقد عباس أن انفتاح الجيش من قواعده العسكرية في العاصمة والمدن المحاصرة نحو الأحياء المجاورة بدأ في الصعود مؤخرًا، ولا يمكن حسم معارك دون حدوث انفتاح عسكري وقليل من المغامرة.
الترا سودان