أطلق المجلس الأعلى للسياحة، نداءً عاجلاً لليونسكو والمنظمات والهيئات الدولية، لإنقاذ الآثار والتاريخ السوداني، وكشف عن تأثُّر نحو 1500 موقع أثري بالأمطار والسيول في الولاية الشمالية.
إلى ذلك، شرعت حكومة الولاية الشمالية في إعداد استراتيجية خمسية 2025 – 2030م لمجابهة تحديات التغيرات المناخية بالولاية، كما أظهرت التقديرات الأولية لخسائر انهيار المنازل كلياً، أنها تتجاوز 100 مليون دولار.
وقال ممثل الوالي نصر الدين عوض أمس في المنبر الدوري للمجلس الأعلى للثقافة والإعلام، حول التغيرات المناخية وتأثير الأمطار والسيول على الولاية، إنّ الموقف الراهن يظهر تأثُّر كل محليات الولاية السبع، وبرزت الأضرار في مناطق مروي وتنقاسي وحلفا والمحس ومحلية دنقلا، موضحاً أن الحكومة تفقدت كل المناطق المتأثرة، ووقفت على الأضرار التي طالت الإنسان والحيوان والزرع والمباني والطرق المحلية والقومية، كذلك تعطل أعمال التعدين بالولاية، نتيجةً لانجراف الآليات والمعدات بسبب السيول والأمطار.
وأضاف: “الولاية بذلت جهوداً رسمية وشعبية لدرء هذه الكوارث وتقديم المعينات للمتضررين، مشيراً إلى أن العمل حالياً يتركّز على الاستمرار في تقديم الدعم المباشر للأسر، ومعينات الإيواء والقيام بأعمال التعقيم والنظافة، وتوفير أمصال العقارب وطلمبات الرش، لمحاربة نواقل الأمراض والحد من انتشارها”.
وأطلق الأمين العام للمجلس الأعلى للسياحة الصادق عوض، نداءً لليونسيكو والمنظمات والهيئات الدولية، لإنقاذ الآثار والتاريخ والموروث السوداني، وقال إن الامر يحتاج إلى تدخل عاجل من الجهات الاتحادية والعالمية، وان استمرار الأمطار يفقد البلاد هذه الثروة. وأضاف: “يوجد نحو 3 آلاف موقع أثري بالولاية، 50% منها تأثرت بالأمطار والسيول، لانها توجد بمناطق منخفضة”. موضحا ان تأثر أكبر موقع أثري بوحدة دنقلا العجوز يتمثل في الكنيسة والقصر، كذلك تأثر المواقع بمناطق حلفا والدفوفة الشرقية والغربية، مبينا ان المجلس شكّل غرفة طوارئ بدأت بالطواف على المناطق المتضررة، والشروع في بعض المعالجات السريعة، مؤكداً أنّ الضرر الحالي يتطلب حراكاً مختلفاً من كل الجهات المختصة لحماية هذه المواقع.
وقال وزير البنى التحتية محمد سيد احمد، إن التقديرات الأولية لخسائر انهيار المنازل كلياً تتجاوز 100 مليون دولار، وإن عمليات الحصر ما تزال مستمرة. وأعلن عن مخططات لمعالجة مشكلات المساكن والمشاريع الزراعية جذرياً، وإبعاد المساكن من مجاري السيول، والاستفادة من حصاد المياه، وقال إن الوزارة شكّلت فريق عمل لهذا الغرض، ومن المقرر أن تكون البداية بمحلية مروي، موضحاً أن الجهد الاستراتيجي يركز على مفاهيم البناء والتشييد، لافتاً إلى حدوث انجرافات وقطوعات بالطرق المحلية والقومية.
وتأسّف وزير الزراعة بالولاية عثمان أحمد عثمان، على تعرض مشاريع زراعية وبنيات تحتية ومعدات وآليات لأضرار بالغة، أثرت على العملية الإنتاجية، خاصة ان الولاية مقبلة على الموسم الشتوي، وقال إن الوزارة شرعت مع شركاء الإنتاج في معالجة مشكلات البنى التحتية، داعياً لإجراء دراسات تستوعب التغيرات المناخية بعد ان صارت واقعاَ ولديها انعكاسات سالبة حالياً ومستقبلياً، وزاد: “لا بد من خطط لتفادي السلبيات والتأكيد على الإيجابيات”.
ونوه إلى أن التأثير الخطير هو أمر التركيبة المحصولية في الولاية، لتأثيرها على الأمن الغذائي بالبلاد، وفيما يتعلق بالنخيل ذكر لا بد من تقييم الأصناف المزروعة، مع بروز اتجاه لإدخال أصناف النخيل النسيجي، كما يجب مراعاة العوامل المناخية الأخرى من الحرارة والرطوبة لانعكاسها على الموسم الزراعي، مشيراً إلى إن عمليات الحصر الأولي للاضرار، أظهر انهيار 8 آلاف نخلة وتلف محاصيل خاصة الفول والقمح وأشجار الفواكه المختلفة، وتضرر وحدات الطاقة الشمسية والطلمبات والآبار، متوقعاً زيادة حجم الضرر لان عمليات الحصر ما تزال مستمرة.
ودعا المدير التنفيذي لمحلية دنقلا، مكاوي الخير، لتفعيل قانون المباني، وتغيير النمط العمراني وعدم السكن في المناطق المنخفضة، كذلك الاستفادة من الكوارث بالتفكير الإيجابي للمستقبل، وذكر أن والمؤسسات والمباني تضررت بسبب مياه الأمطار، وقال إنّ المحلية تجاوزت صدمة الخريف وتحدي اكتظاظها بالوافدين، وتأثر المنازل بمياه الأمطار، لافتاً إلى أنّ عددا من الطرق لا توجد بها مجاري تصريف للمياه، مما اضطر لشفط المياه بواسطة 850 تانكراً، إلى جانب انتظام حملات إصحاح البيئة والرش على مستوى الأحياء السكنية والأسواق.
صحيفة السوداني