طريق أم درمان بارا .. اختصار الزمن والمسافة

رافقنا وفداً رفيعاً من وزارتي المالية الاتحادية والطرق بقيادة وكيل التخطيط بالمالية د. عبد الله إبراهيم إلى مدينة الأبيض للوقوف على سير العمل بطريق (أم درمان بارا) أمس الأول ..المسافة من الخرطوم إلى الأبيض استغرقت “ 55” دقيقة قطعتها طائرة “الفوكر “ التي حلقت على ارتفاع 22 ألف قدم فوق سطح البحر، الأجواء جملية داخل مطار الأبيض و درجة الحرارة “24 “ درجة مئوية، والي الولاية مولانا أحمد هارون كان في استقبال الوفد، بعد استراحة قصيرة بصالة كبار الزوار أخذنا مواقعنا في البص الفخم الذي ضم كل أعضاء
الوفد، متوجهين لمدينة بارا “57 “ كيلو من الأبيض. هارون تولي بنفسه مهمة تعريف الوفد بمعالم مدينة بارا التي من أبرزها شجرة “ محكمة زانوك” وعمرها 300 عام.
أولى محطات الوفد:
أولى محطات الوفد كانت عند الكيلو 17 آخرنقطة من مرحلة السفلتة، حيث قدم مدير المشروعات بشركة زادنا المهندس خالد العربي شرحاً وافياً عن سير العمل بالمشروع، وقال إن الموعد المحدد لإكمال الطريق ليس ضربا من ضروب الخيال، مؤكدا التزام شركة زادنا “المقاول الرئيسي للمشروع “ بتسليم الطريق في الوقت المحدد ، وأشار العربي إلى أن طريق بارا ـ أم درمان طريق قاري وأن تنفيذه يتم وفقاً للمواصفات العالمية، و بعدها زار الوفد مصنع خلط الأسلفت والكسارات بمعسكر القطاع الأول التابع لشركة زادنا بمنطقة خيريخ.
الطريق يفك الضيق:
مولانا هارون صاحب مبادرة نفير الولاية والتي أصبحت حديث مجالس أهل الولاية، وأضاءت الطريق لبعض ولاة الولايات الأخرى ليهتدوا بهداه, قال إن زيارة الوفد الاتحادي تأتي بغرض الوقوف على سير العمل بالطريق الذي وصفه بأنه حيوي وهام، لم يفت على هارون أن يبعث نيابة عن أهل الولاية برسالة شكر لوزارة المالية ورئاسة الجمهورية على جهودهم الجبارة في تنفيذ الطريق من موارد وطنيه وخبرات وطنيه جعلت من هذا الحلم يصبح واقعاً يتشكل على الأرض، وقطع هارون بعدم وجود أي مشكلات فيما يلي تمويل الطريق الذي يتم عن طريق خطابات الضمان وهذه أفضل آلية تمويل حتى الآن لأن المقاول وفقاً لإنجازه يستخرج شهادة إنجاز تعتمد من الاستشاري ومن الجهة الفنية المالكة للطريق وهي الهيئة القومية للطرق والجسور وقسم الضمانات بالمالية ويقدمها بعد ذلك للبنك الممول ويصرف بموجبها المبلغ المطلوب، وأضاف هارون أن تمويل الطريق من الكيلو صفر حتى الكيلو 141 مؤمن وبأيدينا وأيدي الشركات.
وقال هارون (الطريق يفك الضيق ويفتح فرصاً واسعة لتحريك الاقتصاد وتقديم الخدمات والمعرفة ويعطي معنىً حقيقياً لشبكة الطرق الموجودة ممثلة في طريق الإنقاذ الغربي وروافده طريق الأبيض أم دبيبات أبوزبد الفولة والمجلد إلى جنوب السودان)، بجانب الطرق القومية التي تربط الولاية بالموانئ مثل المواني البرية السودانية المصرية في قسطل وإشكيت بالإضافة لميناء بورتسودان أو الموانئ التي تربط الولاية من الناحية الشرقية مع دول الجوار إريتريا وأثيوبيا ، هارون شبه طريق أم درمان ـ بارا بالباكم الذي يربط عربات القطارات مع بعضها البعض.
مواقيت التنفيذ:
هارون جدد تأكيداته بأن العمل في القطاع الأول، (37) كيلو سيكتمل في الثلاثين من الشهر الجاري وبحلول الثلاثين من ديسمبر سيكتمل العمل حتى الكيلو 150 على أن يتم افتتاح الطريق في كرنفال كبير في منتصف العام المقبل بمسلخ غناوة غرب أم درمان.
هدف الزيارة:
وكيل التخطيط بوزارة المالية د. عبد الله إبراهيم قال الزيارة بغرض متابعة سير العمل في الطريق الهام والحيوي والذي يمثل أهمية قصوى للاقتصاد الوطني، وسيسهم في عملية نقل البضائع وأنه يربط مناطق الأنتاج بمواقع الاستهلاك والموانئ الرئيسية، وأضاف المالية تعهدت بتمويل الطريق وبدأنا بالفعل في تمويل المرحلة الأولى حتى منطقة جيريخ وستتم تمويل المراحل المتبقية من الطريق وأردف أن العمل بالطريق يسير بصورة ممتازة وسيكتمل في الزمن المحدد.
مشروعات تتحدث عن نفسها:
الإنجازات التي حققها هارون بولاية شمال كردفان لاينكرها إلا مكابر ولاتخطئها إلأ عين مصابة بالرمد، فالرجل يختلف عن نظرائه من الولاة الآخرين بأنه يتبع القول الفعل، وخير دليل على ذلك المشروعات التنموية والطفرة في البنى التحتية التي شهدتها منذ أن أمسك بمقاليد الحكم بالولاية، شمال كردفان الغنية بثرواتها وأراضيها الفتية ستصبح واحدة من الولايات التي يشار إليها بالبنان إذا استمر هارون بهذا النهج وذات الفاعلية، هارون الذي اختار شعار نفرة الولاية “ موية ، طريق، مستشفى، النهضة خيار الشعب “ قد بدأ فعلياً في حلحلة مشكلة المياة التي ظلت تعاني منها الولاية سنين عدداً من خلال تأهيل حقل آبار السدر بحوض بارا، وإنشاء حوض خرساني مسلح لتجميع مياه الآبار التي بلغت 40 بئراً، سعة الحوض التخزينية تبلغ “6000” متر مكعب وتغطي حاجة سكان الجزء الشمالي لمدينة الأبيض من المياه ، مشاريع هارون لم تتوقف عند حل مشكلة المياه فحسب ، فقد شهد عهده إنشاء ميناء جاف بالولاية تبلغ إيراداته نحو “20 “ مليون جنيه شهرياً، وإعادة تأهيل وتحديث استاد الأبيض الذي أصبح يسع لـ “28” ألف شخص بدلاً عن “8” آلاف، عملية إعادة تأهيل الاستاد تمت وفقاً لمواصفات الفيفا.
تنفيذ طريق أم درمان ــ بارا الذي يبلغ طوله “ 341” كيلومتراً ظل يمثل حلماً لمواطني ولاية شمال كردفان، ولكن ربما هذا الحلم سيصبح واقعاً معاشاً بحلول منتصف العام المقبل، الموعد المضروب لاكتمال الطريق، العمل بالطريق يسير بخطوات متسارعة، حيث تمت سفلتة 17 كيلو من القطاع الأول، والذي يبدأ من مدينة بارا وحتى منطقة جيريخ، بجانب الفراغ من عمليات الردميات حتى الكليو 97

اخر لحظه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.