لماذا انهار الدولار في (48) ساعة ؟!وسوء تقديرات شرطة المرور …ما الذي حدث إذن ؟!

لماذا انهار الدولار في (48) ساعة ؟!وسوء تقديرات شرطة المرور
بقلم الهندي عز الدين – صحيفة المجهر السياسي
1
{يبدو أن هناك إجراءات حقيقية ستصدر لوقف تجارة النقد الأجنبي وامتصاص ما هو موجود بالسوق الموازية وخزائن المكاتب والبيوت، دليلي على ذلك الانخفاض المفاجئ الذي طرأ على سعر الدولار وبقية العملات خلال اليومين الماضيين ودون مقدمات ودون مبررات اقتصادية عملية، وهذا ما يكذب أقوال وزير المالية ومحافظ بنك السودان ونائبه من أن السبب في تدهور الجنيه السوداني هو ضعف الإنتاج وارتفاع فاتورة الواردات مقابل الصادرات .
{فهل ارتفعت صادراتنا وقلت بالمقابل وارداتنا خلال اليومين الماضيين فقط، لينخفض الدولار بواقع جنيهين ونصف الجنيه دفعة واحدة ؟!
من (16.5) جنيهاً هبط الدولار أمس (الأحد) إلى (14.5) جنيهاً، أي تراجع جنيهين كاملين، رغم أننا لم نصدر شيئاً يذكر خلال هذه الـ(48) ساعة !!
{ما الذي حدث إذن ؟!
{الذي حدث في تحليلي أن عدداً كبيراً من التجار المربوطين بدوائر (المعلومات)، أو قريبين من مؤسسات حكومية، أو حتى بعض المؤسسات شبه الرسمية التي كانت تحتفظ بمدخراتها نقداً أجنبياً في (الخزن)، علمت بأن قراراً ما قيد الصدور، فسارعوا جميعاً إلى ضخ ملايين الدولارات والدراهم في السوق الموازية ليلحقوا بمحطة بيعها عند (15) جنيهاً، قبل أن يكون السعر الإجباري (12) جنيهاً ثم (10) جنيهات .. مثلاً .
{وبسبب الهرولة ناحية البيع بفزع هبط الدولار سريعاً خلال ساعات إلى (14.5) جنيهاً ويتوقع أن يصل اليوم محطة الـ(13.5) جنيهاً !!
{إنها بلد العجائب .. !
{بلد الاقتصاد الهش الذي تحدد مؤشراته عمليات إنتاج وصادرات وواردات .
2
{في الوقت الذي تزدحم فيه شوارع الخرطوم بسيارات خاصة أو حكومية مظللة بنسبة (100%)، بتصاديق من شرطة المرور لأشخاص ذوي قيمة وأهمية أو بدعوى المرض، بالإضافة إلى آلاف السيارات المظللة من غير تراخيص يقودها نظاميون برتب كبيرة وصغيرة من قوات مختلفة من بينها الشرطة نفسها، فإن مدير شرطة المرور يرفض منح هذه الميزة التأمينية الاعتيادية لرؤساء تحرير الصحف وقادة الإعلام، بينما هم الأكثر عرضة للمشكلات والتهديدات من وزراء وسفراء ومديري إدارات شرطية .
{من بين رؤساء التحرير من تعرض للاغتيال وذهب إلى الله شهيداً، وآخرون تعرضوا لمحاولات اغتيالات معلومة ومشهورة، بعضها لم تصل الشرطة فيها إلى الجناة حتى الآن، وعديدون تلقوا تهديدات موثقة بالبلاغات، فكم دستوري وكم (لواء) وكم (فريق) تعرض لتهديدات جدية وصلت حد الاغتيال يا سيادة اللواء “خالد بن الوليد” ؟!
{قبل عام حصلت على تصديق تظليل السيارة، بتوجيه من السيد وزير الدولة للداخلية الواعي المحترم، لأنه يبدو أن اللجنة المختصة في المرور لا تعي وضعية قادة الرأي العام في البلد ولا تحترمها، ولا تستوعب تلك التقديرات الأمنية والسياسية التي فهمها السيد الوزير، فقد تمنح التصديق لرجل أعمال من غمار الناس وترفض منحه لمن يستحقه بحق وحقيقة .
{قذفت بالتصديق في درج سيارتي ولم استخدمه مطلقاً، فنحن من صلب هذا الشعب قمنا، وبه نحتمي، لكنني كنت وما زلت أريد أن أؤكد للسادة قيادة شرطة المرور السابقة والحالية واللاحقة، أن قيادات الصحف وكبار الكتاب أولى بالحصول على مثل هذه التصاديق من تلقاء تقديرات أمنية مهنية تقدرها رئاسة شرطة المرور دون أن يطلبها المستحقون، هذا لو كانوا أولئك يعقلون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.