مسؤولة أممية تناشد: نازحات السودان في حاجة ماسة إلى حماية فورية

وصفت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية ليلى بكر معاناة نساء وفتيات سودانيات نزحنَ وسط الحرب المتواصلة في البلاد، مندّدةً بتجريدهنّ “من كلّ ضرورياتهنّ الأساسية” ومواجهتهنّ نقصاً حاداً في الغذاء والمياه والأمان. أضافت بكر أنّ نازحات السودان في حاجة ماسة إلى “حماية فورية”. يأتي ذلك وسط تحذيرات، تطلقها وكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة ومنظمات دولية، بشأن العنف ضدّ المرأة بمختلف أشكاله، ولا سيّما العنف الجنسي المنتشر في السودان، في ظلّ الأزمة الكبرى التي سبّبها النزوح الهائل الناجم عن الحرب.

وإذ قالت بكر إنّ “جميعنا يعلم أنّ الحرب بشعة”، شدّدت على أنّ وضع نازحات السودان “من بين أبشع الأوضاع التي شهدتُها في مسيرتي المهنية” في خلال 30 عاماً. أضافت المسؤولة الأممية “تخيّلوا آلاف النساء مكدّسات في ملجأ، حيث لا مياه نظيفة، ولا نظافة، ولا طعام كافٍ لوجبتهنّ التالية، ولا رعاية طبية لهؤلاء النازحات”. وأكدت بكر أنّ “النزاع يضرب قلب السودان بقوّة”، مستنكرةً نقص تمويل جهود الدعم الإنساني.

ومن العاصمة الأردنية عمّان، أطلعت بكر الصحافيين المعتمدين لدى مقرّ الأمم المتحدة في نيويورك، عبر تقنية الفيديو، على ما شهدته في خلال زيارتها الأخيرة إلى السودان. ونقلت المسؤولة الأممية ما روته نازحات السودان اللواتي التقتهنّ، في خلال جولتها بالبلد المنكوب وسط حرب متواصلة منذ 17 شهراً. وكان الاقتتال قد اندلع في السودان، في 15 إبريل/ نيسان 2023، بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مسبّباً أكبر أزمة نزوح في العالم، بحسب وصف الأمم المتحدة، مع أكثر من عشرة ملايين نازح قسراً وأكثر من مليونَي لاجئ إلى عدد من دول الجوار.

زينب البالغة من العمر 20 عاماً واحدة من نازحات السودان اللواتي شكينَ معاناتهنّ للمديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية، وقد التقتها في مركز إيواء مكتظ في بورتسودان، شمال شرقي البلاد. وتخبر بكر أنّ زينب “كانت خجولة، فطلبتُ منها الجلوس إلى جانبي (…) فراحت تروي لي ما حدث وهي تهمس في أذني، بلطف شديد”، بأنّها “تعرّضت للاغتصاب”.

أضافت المسؤولة الأممية، بصوت متهدّج، أنّ الشابة النازحة زينب “تعرّضت للاغتصاب في أثناء فرارها من منزلها في الخرطوم”، علماً أنّها “فقدت (في العاصمة) كلّ شيء”. وشرحت بكر أنّ زينب كانت “المعيلة الوحيدة لأسرتها. وهذه امرأة تبلغ من العمر 20 عاماً، وكان ينبغي أن تكون في أوْجِ نشاطها وحياتها”. وتابعت: “لقد عانت (زينب) 15 شهراً من الصمت والألم، إلى حين توجّهها إلى ذلك المركز. وهناك تمكّنت من الحصول على المشورة النفسية الاجتماعية”.

في سياق متصل، دعت بكر إلى تعزيز جهود الدعم المخصّص للسودان، مبيّنةً أنّها رأت “حاضنات أطفال تغصّ” بالرضع، وأحياناً برضيعَين أو ثلاثة معاً في حاضنة واحدة، في حين تفتقر غرف العمليات إلى أبسط وسائل مكافحة العدوى، إلى جانب مخزون محدود من الأدوية. وأكدت المديرة الإقليمية لصندوق الأمم المتحدة للسكان في الدول العربية أنّها، من خلال لقاءاتها النساءَ في السودان وما استمعت إليه منهنّ مباشرة، “فإنّ ما يرغبنَ فيه، أكثر من أيّ شيء آخر، أكثر من المياه وأكثر من الطعام، هو الحماية الفورية من الحرب المستعرَة”.

العربي الجديد

Exit mobile version