أزمة غاز طهو تضرب مصر قبل العيد

تشهد معظم محافظات مصر أزمة حادة في غاز الطهو، “البوتاغاز”، ما تسبب في زحام وطوابير طويلة أمام المستودعات، وارتفاع سعر الأسطوانة لتتراوح بين 50 و60 جنيها (الدولار = 8.88 جنيهات)، رغم أن سعرها الرسمي 8 جنيهات فقط، ويأتي ذلك مع اقتراب عيد الأضحى.
وقال نائب رئيس شعبة المواد البترولية بالاتحاد العام للغرف التجارية، أحمد عبد الغفار، لـ”العربي الجديد”، إن سبب أزمة أسطوانات غاز الطهو يرجع إلى نقص الكميات التي تصل إلى المستودعات.
وأوضح عبد الغفار، أن الأزمة بدأت في شهر أغسطس/آب الماضي، حيث خفضت الشركات حصص المستودعات بمعدل 15 %، ما أدى إلى حدوث عجز في الكميات المعروضة، والتي لم تكف الطلب خلال هذه الفترة مع اقتراب عيد الأضحى، وبالتالي ظهرت أزمة حادة في غاز الطهو، رغم أننا في فصل الصيف الذي يقل فيه الاستهلاك مقارنة بفصل الشتاء بنسبة 40 %.
وأضاف أن السبب الثاني للأزمة يرجع إلى عدم عدالة التوزيع بين المحافظات من خلال اللجنة الرباعية، التي تقرر حصص المستودعات على مستوي البلاد. وقال عبد الغفار إن اللجنة يشارك فيها كل من وزارة التموين والهيئة العامة للبترول، وبوتاغاسكو، وبتروغاس، مطالبا بتمثيل شعبة المواد البترولية في اللجنة لتوضيح الحقائق بدلا من اعتمادها على بيانات مكتبية بعيدة عن أرض الواقع.
وأوضح أن أكثر المحافظات اختناقا هي محافظات الوجه القبلي “الصعيد”، والقليوبية والفيوم والشرقية والقاهرة.
وانتشرت طوابير طويلة أمام المستودعات للحصول على أسطوانة بسعر مدعم، واتهم مواطنون أصحاب المستودعات بالجشع وبيع الأسطوانات للباعة الجائلين، ما ينعش السوق السوداء ويرفع أسعارها، وطالبوا الحكومة بتشديد الرقابة على الأسواق.
وقالت ربة منزل في محافظة الجيزة (غرب القاهرة)، نادية فراج، لـ”العربي الجديد”، إنها تقف منذ ثلاثة أيام للحصول على أسطوانة غاز طهو من المستودع.
وأضافت “أن أصحاب المستودعات رفعوا سعر الأسطوانة من 8 جنيهات إلى ما بين 15 و20 جنيها من داخل المستودع، في حين يصل سعرها إلى 3 أضعاف مع الباعة الجائلين في السوق السوداء”.
وأشارت فراج إلى أن راتب زوجها لا يكفي لشراء أسطوانة بسعر السوق السوداء، لذلك ستظل تأتي للمستودع وتقف في الطابور لحين حصولها عليها بسعر أرخص.
وقال المحاسب بأحد شركات القطاع الخاص، فريد عوض، لـ”العربي الجديد”، “هذه أول مرة تظهر أزمة أسطوانات غاز الطهو في الصيف، حتى في أيام حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، لم تشهد مصر نقصاً في أسطوانات البوتاغاز بهذا الشكل”.
وأضاف عوض “أن أصحاب المستودعات رفعوا سعر الأسطوانة داخل المستودع بحجة زيادة سعر الدولار، رغم أنها مسعرة حكومياً لأنها مدعمة، ولم يكتفوا بذلك بل يبيعونها للباعة الجائلين، الذين يستهدفون الربح وبالتالي يزيد سعرها”، وتساءل لماذا لم تتحرك الجهات الحكومية لرقابة الأسواق وتوفير الأسطوانات للمواطنين بالسعر المدعم.

وفي المقابل، أكد رئيس شركة بتروغاس، عادل الشويخ، في تصريحات صحافية، أمس، أن أزمة نقص غاز الطهو في طريقها للحل خلال 48 ساعة، مع ضخ كميات كبيرة من أنابيب البوتاغاز في المحافظات والمناطق التي عانت من نقص خلال الأيام الماضية.
وأضاف أن سبب الأزمة هم أصحاب المستودعات الخاصة، حيث يحصلون على الحصة المخصصة المحددة بسعر 6 جنيهات للأسطوانة الواحدة، ويقومون ببيعها للمواطن بسعر 40 جنيها وأكثر، من خلال الباعة الجائلين أو ما يسمى مافيا السوق السوداء، وذلك لتحقيق المكاسب على حساب محدودي الدخل.
وأعلنت الهيئة المصرية العامة للبترول ضخ 1.2 مليون أسطوانة غاز طهو يوميا بدلا من 1.1 مليون أسطوانة، ابتداءً من الغد حتى نهاية إجازة عيد الأضحى، لمواجهة الأزمة الحالية بالأسواق المحلية.
وأوضحت الهيئة، في بيان صحافي، أمس، أنه سيتم الضخ بشكل متتابع لأسطوانات غاز الطهو خلال الأيام المقبلة، وأكدت الهيئة أنها تسعى لتوجيه ضربة قاضية لمافيا السوق السوداء، التي سحبت كميات من الأسواق والمستودعات لبيعها بالسعر الحر.
وكانت الحكومة قد أعلنت في وقت سابق، عن اعتزامها تطبيق خطة لتوزيع أسطوانات غاز الطهو عبر الكوبونات، الفترة الممقبلة، بهدف السيطرة على السوق السوداء، بسعر 8 جنيهات للمنازل و 16 جنيهاً للأسطوانة التجارية، و30 جنيهاً خارج المنظومة الجديدة، إلا أن عقبات واجهت الخطة الحكومية، مما دفع إلى تأجيلها.
العربي الجديد