أبدى خبراء ومهتمون بالملف الاقتصادي السوداني أملهم في أن تزود روسيا البلاد بالاحتياجات الأساسية من النفط والقمح والأسمدة لتتجاوز أزمتها الراهنة عقب الحراك الكبير الذي شهدته الأيام الماضية، حيث طلبت روسيا من السودان توفير منفذ إمداد لوجستي لسفنها التي تمر عبر البحر الأحمر، ووافق السودان مبدئيًا على الطلب.
كما أبدت الوفود الروسية التي وصلت إلى السودان مؤخرًا، رغبتها بالاستثمار في مجال المناطق الحرة والنقل. وتناولت مباحثات الطرفين إمكانية استخدام العملات المحلية في تسوية المعاملات التجارية بين البلدين، مما يقلل من الاعتماد على العملات الأجنبية مع مناقشة فرص الاستثمار المشترك في قطاعات حيوية مثل المعادن النفيسة، بما في ذلك الذهب، حيث يمكن للمصارف السودانية والروسية تمويل هذه المشاريع.
غير أن الخبير الاقتصادي عادل الفكي أشار إلى أن ما يجب على السودان الاهتمام به في الوقت الحالي هو تفعيل العمل التجاري مع روسيا، وأوضح أن حجم التبادل التجاري مع روسيا لا يتجاوز في الوقت الحالي 110 ملايين دولار في السنة. وأبدى أمله في أن تقدم روسيا في هذه المرحلة قرضًا سلعيًا للسودان يتضمن تزويده باحتياجاته من المواد البترولية والقمح والدقيق والأسمدة ليسهم في استقرار قيمة العملة السودانية، ويحدث المقابل انفراجًا في الإيرادات العامة للحكومة، ويقلل من استدانتها من البنك المركزي.
وفيما نقلت رويترز في إبريل/ نيسان الماضي أن روسيا بدأت تصدير وقود الديزل إلى السودان، عدد الخبير الاقتصادي محمد بابكر لـ “العربي الجديد” فوائد الاستثمارات الروسية للاقتصاد السوداني، وقال إن روسيا تحتاج خلال الشتاء إلى استيراد كميات كبيرة من المواد الغذائية من الخارج والتي يزخر بها السودان، وأضاف أنه إذا كانت الاستثمارات الروسية تتركز على تصنيع هذه المواد، ثم التصدير إلى روسيا، فإنه سيكون ذا فائدة كبيرة للاقتصاد السوداني لجهة أنه يمثل قيمة مضافة كبيرة مطلوبة لتغيير هيكل الصادرات السودانية التي تنخفض قيمتها كثيرًا عند تصديرها بما هي مواد خام، وأكد إمكانية استفادة السودان كثيرًا من الخبرة الروسية في مجالات استخراج النفط والغاز والصناعات المرتبطة بهما.
وقال الاقتصادي بابكر التوم لـ”العربي الجديد” إن روسيا ترغب في الاستثمار في مجالات النفط والغاز والكهرباء والتعدين، وهي مجالات واعدة ومهمة جدًا للسودان سوف تحقق مستقبلًا إيرادات مقدرة خاصة وأن روسيا لديها خبرات واسعة في هذه المجالات.
العربي الجديد