بدأ وفد رفيع المستوى من مجلس السلم والأمن الأفريقي، يوم الخميس، سلسلة من الاجتماعات المكثفة مع المسؤولين السودانيين، حيث تم تناول سبل إنهاء النزاع المستمر في البلاد منذ حوالي 18 شهراً. تأتي هذه الاجتماعات في وقت حرج، حيث يسعى المجتمع الدولي إلى إيجاد حلول فعالة للأزمة الإنسانية المتفاقمة.
في سياق متصل، أعلن المبعوث الأميركي عن وجود تنسيق دولي لإدخال قوات أفريقية تهدف إلى حماية المدنيين في السودان. هذه الخطوة تعكس التزام المجتمع الدولي بمساعدة السودان في تجاوز هذه المرحلة الصعبة، وتوفير الأمان للمدنيين الذين يعانون من تداعيات النزاع.
أكد مسؤول في إحدى منظمات المجتمع المدني السودانية لموقع سكاي نيوز عربية أن المبعوث الأمريكي توم بيريللو أبلغهم خلال اجتماع عُقد في العاصمة الكينية نيروبي يوم الأربعاء بأنه يقوم بإجراء اتصالات مع الاتحاد الأفريقي لإدخال قوات حفظ سلام أفريقية.
أشار المسؤول إلى أن بيريللو أعرب عن قلقه العميق حيال تصاعد القتال في السودان والسوء الكبير الذي وصلت إليه الأوضاع الإنسانية في الفترة الأخيرة.
قال المسؤول إن بيريللو ألقى باللوم على الجيش في فشل مساعي التوصل إلى حل سلمي، مبرزاً أن “تنظيم الإخوان بات يتحكم في قرارات الجيش”.
تأتي تصريحات بيريللو في ظل الجهود المبذولة لإقناع قادة الجيش وقوات الدعم السريع بالعودة إلى المفاوضات والتوصل إلى حل ينهي النزاع المستمر في البلاد منذ حوالي 18 شهراً، والذي أسفر عن مقتل عشرات الآلاف من السودانيين ونزوح نحو 13 مليون شخص من منازلهم.
لكن المراقبين يستبعدون حدوث أي تقدم نحو حل تفاوضي في ظل تصاعد القتال الحالي في الخرطوم ودارفور.
منذ بداية الحرب في منتصف أبريل 2023، قدمت جهات دولية وإقليمية 10 مبادرات لوقف النزاع، إلا أن جميعها فشلت حتى الآن في التصدي للأزمة.
بينما قدمت تلك المبادرات حلولاً وخطوات متعددة لوقف الحرب، ونجحت في وضع مقررات تضمنت عقد اجتماعات مباشرة بين قادة الجيش والدعم السريع، إلا أنه لم يتم تنفيذ تلك المقررات. ويعزو المراقبون والفاعلون السياسيون فشل كل هذه المحاولات والجهود إلى تعدد المنابر، وعدم رغبة بعض الأطراف في تحقيق السلام، بالإضافة إلى الضغط الذي تمارسه مجموعة الإخوان التي ترفض إنهاء الحرب.
يعتقد المراقبون أن الأزمة في السودان وصلت إلى نقطة اللاعودة، مشيرين إلى التدهور الكبير في الأوضاع الإنسانية، وزيادة عدد الضحايا بين المدنيين، وامتداد رقعة الجوع لتشمل أكثر من 25 مليون شخص، وهو ما يعزز احتمالية التدخل الخارجي لحماية المدنيين. ومع ذلك، يُرجح أن يكون ذلك تدخلًا أفريقيًا تحت مظلة الأمم المتحدة، نظرًا لتعقيدات متوقعة داخل مجلس الأمن الدولي. في هذا السياق، يتوقع السفير الصادق المقلي أن يواجه أي مشروع قرار يُطرح في مجلس الأمن “فيتو” من الصين أو روسيا، لكنه يشير إلى إمكانية اللجوء إلى خيار “التدخل الإنساني” في حال وجود أي اعتراض من قبل الصين أو روسيا، وهو الخيار الذي يمكن تنفيذه من خلال تحالف دولي إقليمي كما حدث في عدة مناطق نزاع مشابهة.
يذكر المقلي لموقع “سكاي نيوز عربية” أن التدخل الإنساني يتم غالبًا من خلال إرسال قوات الاحتياطي المتواجدة في شرق إفريقيا، والتي تعرف باسم “أيساف”، والمتمركزة في كينيا.
يعتمد الاتحاد الأفريقي والهيئة المعنية بالتنمية في أفريقيا “إيغاد” خطة مكونة من 6 نقاط لحل الأزمة، حيث تتضمن وقف إطلاق النار بشكل دائم، وتنفيذ نزع السلاح في المدن، ونقل قوات الأطراف المتنازعة إلى مراكز تجمع تبعد 50 كيلومترًا عن المناطق السكنية، بالإضافة إلى نشر قوات أفريقية لحماية المؤسسات الاستراتيجية، ومعالجة الأزمة الإنسانية، وبدء عملية سياسية تهدف إلى تسوية الأزمة بشكل نهائي.
قناة سكاي نيوز