وصلت عشرات الشاحنات المحملة بالغذاء والمساعدات إلى مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان عقب تفشي الجوع، الذي أجبر المتطوعين على إنشاء مطابخ جماعية بالحصول على التبرعات المالية من أبناء المنطقة المقيمين خارج البلاد.
يحصل مئات الأطفال في الدلنج على وجبة واحدة يوميًا من المطابخ الجماعية، ونصفهم ينام ببطون فارغة
وتجمع المئات من السكان في ساحة رئيسية عند وصول الشاحنات في المدينة التي شهدت مواجهات عسكرية بين الجيش والدعم السريع مطلع هذا العام، وتمكنت القوات المسلحة من الحفاظ عليها، وأجبرت قوات حميدتي على التراجع مفضلةً التخلي عن خيارات السيطرة على المدينة.
يقول المتطوعون إن الشاحنات التي وصلت إلى الدلنج تمثل نقطة في محيط من الأزمات الإنسانية التي واجهت المدينة، والتي يقطنها أكثر من نصف مليون شخص.
وكان القيادي في الكتلة الديمقراطية، مبارك أردول، قد أعلن دعمه للمطابخ الجماعية التي أنشئت في الدلنج، مناشدًا المجتمع الدولي والمحلي لإنقاذ المواطنين من نقص الغذاء.
تشكلت الدلنج من قرية صغيرة تقطنها إثنية النوبة، ثم تحولت إلى مدينة كبيرة. وفي كانون الثاني/يناير 2024، هاجمت قوات الدعم السريع المدينة، لكن الجيش وقوات تتبع للحركة الشعبية شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو، تصدوا لها.
زعيم الحركة الشعبية شمال، عبد العزيز الحلو، نفى لاحقًا وجود تنسيق أو تحالف بينه وبين الجيش فيما يخص القتال في الدلنج. وفي حرب السودان، تتخلى بعض المجتمعات عن الولاءات السياسية لصالح الدفاع عن مناطقها من هجمات الدعم السريع، وسرعان ما تعلن انحيازها للجيش. هذه المسائل تكررت في الدلنج والفاشر.
لم يكن هناك مفر أمام عشرات الآلاف من المواطنين في الدلنج سوى انتظار المساعدات الإنسانية أو الاعتماد على زراعة بدائية لطهي القليل من الطعام، فيما لجأ المئات، خاصة الأطفال، إلى المطابخ الجماعية التي أقامها متطوعون بدعم من أبناء المدينة خارج البلاد للحصول على وجبة واحدة خلال اليوم.
الترا سودان