خطاب (الفزع)
بعد صدور الرد المصري الرسمي على إتهامات قائد الدعم السريع للأسف يبدوا واضحاً ان الحرب ستنتقل الى مربع جديد أكثر شراسةً ، الرد المصري رغم انه نفى ان يكون الطيران المصري ضالعاً في الحرب في السودان لكنه على مستوى اللغة تبنى خطاب الجيش في توصيفه لقوات الدعم السريع بأنها (مليشيا) وهو الوصف الذي لم يتبناه الأتحاد الافريقي أو حتى السعودية وهنا نحن لسنا أمام نفي والذي من البديهي ان يصدر في مثل هذه الحالات ولكن الوصف لقوات الدعم السريع كمليشيا هو من حدد الموقف المصري .
خطاب حميدتي حول الأطاري كان وصف للتعقيدات المحيطة بالأطاري وفي انه سيقود لأنفجار الأوضاع بحكم رفض الاسلاميين لهذا الأتفاق واستعدادهم للقيام بعمل عسكري حتى يتم افشاله .
خطاب حميدتي ايضاً فيه بشكل واضح تجسيد واستنفار المكونات الدارفورية من حاضنته ومن غيرها في كردفان بأن هنالك عامل جديد في الحرب وهو الطيران المصري اي تدخل مصري في الحرب الى جانب الجيش وهو هنا لايشير الى الجيش كمؤسسة وأنما للخلفية المناطقية والثقافية والعرقية التي ينحدر منها قاعدة الجيش (يعني جيش الشماليين ده انحازت له مصر ضدكم ياناس الغرب ) وهو الأمر الخطير هنا يكاد يقول أن الحرب صراحة أصبحت بين (ناس الغرب والشمال) وهنالك تركة تاريخية منذ المهدية يمكن إن تساهم في نقل هذه الذاكرة التاريخية لحاضر الصراع الأن بل هي أصلاً حاضرة .
التدخل المصري عن طريق الطيران حسب الأتهامات واشارته لمجموعة التقراي بضلوعها في الوقوف الى جانب الجيش قد يكون بمثابة تمهيد قوي بتدخل اثيوبي وتشادي . اثيوبياً ستجدها فرصة مناسبة ترد فيها على وصول الجيش المصري للصومال وعقده اتفاقية شراكة عسكرية مع حكومة مقديشو الأمر الذي كان موضوع أحتجاجها . أما التدخل التشادي المحتمل لأن محمد كاكا في تشاد ربما يجد في الامر فرصة مناسبة لتغيير تركيبة السلطة في تشاد والقيام بعملية فصل لامتداداتها في السودان والتى يرى فيها ان الجانب السوداني لهذه الامتدادات أصبح يشكل عبئاً على استقرار سلطته في تشاد .
إعلان هزيمته في جبل موية في ظني هو احد ادوات الإستنفار نفسها والتحشيد فهو موجه للداخل وللمجموعات في دارفور وكردفان اكثر من كونه أعلان هزيمة صريح بمعنى انه جزء من ( خطاب الفزع )
اعتقد اننا سندخل مرحلة جديدة في هذه الحرب اكثر خطورة وسيكون السودان ساحة لمعركة اقليمية واسعة
حاتم الياس