حذر السيد وكيل وزارة الصحة الاتحادية د. عصام الدين محمد عبدالله المواطنين من مغبة تناول مياه الشرب الملوثة ، مطالباً بالابتعاد عن شراء الأغذية الملوثة وتوخي الدقة في تناول المياه من مصادرها المأمونة والطهي الجيد للطعام … الخ ، من جهة أخرى أكد وزير الصحة بولاية الخرطوم بروفسير مأمون حميدة استمرار حملات الرش في الاسواق والزرائب باعتبارها تشكل البيئة الأكثر خطورة في توالد الذباب ، داعياً الى كلورة كافة محطات مياه الشرب بنسبة ( %100 ) ، ووصف المياه الملوثة بأنها الناقل والمصدر الرئيس لمرض الاسهال المائي ، وطالب المواطنين بأخذ الحيطة والحذر لمنع انتقال مرض الاسهال المائي الحاد الى ولاية الخرطوم.
آخر الاخبار تفيد بإرتفاع الوفيات جراء الاسهال المائي في الدمازين الى ( 27 ) حالة وظهور حالات جديدة ، رئيسة لجنة الصحة بالبرلمان امتثال الريح أفادت بوجود اصابات قليلة في كسلا ونهلا النيل وسنار ولم تستبعد حدوث اصابات بولاية الخرطوم ، آخر الانباء تفيد بظهور حالات فى ولاية الجزيرة ، حتى الآن لم تعلن أي جهة حكومية عن نتائج تحليل العينات ، كما ان بعض المستشفيات الحكومية رفضت استلام وفحص عينات وصلت عن طريق متطوعين.
السيد وزير الصحة بولاية الخرطوم طالب بكلورة جميع محطات المياه بنسبة ( %100 ) وهو يعلم أن تنفيذ هذا الطلب مستحيل من الناحية الفنية ، لوجود ضخ من الابار في الشبكة ، ولأن هيئة المياه تفتقر الى المعدات والاجهزة الفنية التي ترصد نسبة استنفاذ الكلور في الخطوط الناقلة ، مع المحافظة على النسبة الآمنة فى تعقيم المياه ، وأن اضافة المواد المعقمة تتم وفقاً للتقديرات و لا توجد اجهزة قياس على طول الخطوط الرئيسية ، كما ان طريقة تعقيم المياه والجرعة المحددة من هيئة مياه ولاية الخرطوم لا تقضي على البكتريا المسببة للاسهال المائي لاستنفاذ المادة الفعالة وهى فى الاصل احد اهم نواقل المرض ، و تظل الاطعمة الملوثة و النفايات و دورات المياه هى الاولى بالعناية و التحذير.
ووحده دكتور مأمون يعلم لماذا قدم هذه الوصفة وهو يعلم عدم جدواها في مكافحة المرض، لأسباب تعود الى الطريقة المتبعة في انتاج وتوزيع المياه وادارة الشبكة بالاضافة الى استخدام الصهاريج في تخزين المياه في كل المدن والارياف في البلاد ، و لم يأخذ فى الحسبان تراكم النفايات و الاوساخ و بقايا الامطار ومنذ فترة العيد في الشوارع و الساحات ، واؤلئك النفر العزيز من أبناء شعبنا الذين يعملون فى عربات النفايات ، و لا تكاد تميزهم من اتساخهم ، لانهم يجمعون النفايات بايديهم العارية ، وبعض اؤلئك يعملون ( فريزين ) لأكياس القمامة بحثآ عما ينفع ، و ينتقلون من (كوشة) الى أخرى ، يحملون جوالات ضخمة على ظهورهم ، الحكومة كعادتها تعاملت ببطء وتثاقل مع أمر خطير كالاسهالات ،وأعتبرت أن في الأمر مكايدة سياسية ، وكانت في السابق ترد المصائب والكوارث إلى الابتلاءات وهو ما يميز الأداء الحكومي هذه الأيام ، فلا أحد بات يصدق مقولة الحكومة ( الكاتل الله .. والحايي الله ) ، انتهى عهد الابتلاءات.
صحيفة الجريده السودانيه