تأكدت “دارفور24” من مصادرها في السفارة السودانية بطرابلس من اكتمال جميع الإجراءات اللازمة لحصر عدد الطلاب السودانيين في ليبيا، الذين سيتقدمون لامتحان الشهادة الثانوية في نهاية ديسمبر المقبل في مدينتي بنغازي وطرابلس.
ذكر مصدر مطلع – فضل عدم ذكر اسمه – لـ “دارفور24” أن الطلاب السودانيين الذين لم يتمكنوا من أداء امتحان الشهادة الثانوية في عام 2023 والعام الحالي سيجرون امتحاناتهم في مقر السفارة في طرابلس والقنصلية في بنغازي.
اجتمع حوالي 100 طالب وطالبة لأداء امتحانات شهادة الصف السادس الابتدائي هذا العام في مدينة طرابلس. قال أحد مدراء المدارس السودانية في ليبيا – مفضلًا عدم ذكر اسمه – لـ “دارفور24” إن السلطات الليبية أوقفت اعتماد المدارس السودانية في ليبيا منذ عام 2022، دون توضيح الأسباب.
قال إن هناك ثلاث مدارس سودانية تعمل في المدن الليبية، وهي مدرسة الصداقة السودانية في بنغازي، ومدرسة البيان الخاصة في مصراتة، ومدرسة الأخوة السودانية في طرابلس. تستوعب هذه المدارس مئات الطلاب في مراحل التعليم الابتدائي والمتوسط والثانوي. وأشاروا إلى أنهم يقدمون المنهج الدراسي السوداني بالإضافة إلى معلمين ذوي كفاءة وخبرة طويلة في مجال التعليم، كما يسهلون إجراءات دفع الرسوم على شكل أقساط ويبسطون عملية قبول تلاميذ الصف الأول. كشف أحد المعلمين في المدارس السودانية لـ “دارفور24” عن فرض رسوم تتجاوز 600 ألف جنيه سوداني، ما يعادل 1400 دينار ليبي سنويًا لكل طالب، بالإضافة إلى 40 ألف جنيه رسوم تسجيل، أي ما يعادل 100 دينار ليبي.
وأشار إلى أن هذه الرسوم تشكل ضغطًا على أولياء الأمور بسبب الظروف الصعبة التي يواجهها اللاجئون السودانيون الذين وصلوا بعد اندلاع القتال في البلاد. وأضاف: “تفهم المدارس المشكلات وتعالجها في سياق الظروف التي يمر بها المواطن السوداني، ولكن الرسوم مرتفعة وتحتاج إلى داعمين لتخفيف عبء هذه الرسوم عن كاهلهم”. قال محي الدين فضل السيد، وهو معلم سوداني في المدارس الليبية بطرابلس، لـ “دارفور24″، إن المدارس الليبية استقبلت المئات من الطلاب في مراحل دراسية متنوعة، حيث يتم ذلك من خلال إجراءات إدارية تشمل البلدية ومراقبة التعليم، دون أي تعقيدات ملحوظة. أشار إلى أنه تم عقد اجتماع في نوفمبر الحالي، شمل نائب قنصل السودان في ليبيا مع إدارة التربية والتعليم في طرابلس، بهدف استيعاب المعلمين في المدارس الليبية وتطبيق إجراءات معاملتهم بشكل مماثل لنظرائهم الليبيين.
أظهر البحث وجود بيئة تعليمية مناسبة في المدارس الليبية، بالإضافة إلى بساطة المناهج الدراسية التي تناسب قدرات الطلاب العقلية. قالت آمنة محمد آدم، والدة أحد الطلاب السودانيين في المدارس الليبية، لموقع “دارفور24″، إن عملية قبول الطلاب في هذه المدارس تتطلب توافر إقامة سارية، والتسجيل في البلدية، بالإضافة إلى اعتماد شهادة السكن في المنطقة. وأعربت عن شكرها لإدارة المدرسة الليبية لتوفير مقعد لأحد أبنائها مجانًا، وتسجيل باقي أبنائها في مدرسة سودانية بتكلفة تجاوزت ثلاثة آلاف دينار ليبي، ما يعادل مليون ومائتي ألف جنيه سوداني. سمحت وزارة التربية والتعليم في ليبيا للطلاب السودانيين المقيمين في البلاد بالدراسة في المدارس والجامعات الليبية على قدم المساواة مع نظرائهم الليبيين، حيث تم إعفاؤهم من الرسوم الدراسية. افتتحت وزارة التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس المدارس في بداية شهر سبتمبر الماضي، بينما بدأت الحكومة الليبية في بنغازي فتح المدارس في نهاية شهر سبتمبر. أصدر وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية قرارًا العام الماضي يتعلق بمعاملة الطلاب السودانيين كما يُعامل الطلاب الليبيون، وفتح المدارس لاستقبالهم.