خدمات الإنترنت.. أسعار صاعدة وجودة هابطة

أبدى مواطنون ومقيمون في المملكة استياءهم من ضعف خدمات الإنترنت والاتصالات، في الفترة الأخيرة، مطالبين بتحسينها، وتتفاقم المشكلة مع تعاظم أعداد مستخدمي الإنترنت والجوالات، حيث أشارت إحصائية حديثة لهيئة الاتصالات وتقنية المعلومات إلى أن هناك نحو 22.4 مليون مستخدم للإنترنت في البلاد خلال الربع الثاني من عام 2016، وقال خبير في التقنية لـ “عين اليوم”: إن خدمات الإنترنت أقل من العادية مقارنة مع دول الخليج الأخرى المجاورة، وأقل من المستوى المطلوب، أما الأسعار فهي عالية جدًا، وأرجع السبب إلى جشع الشركات، ووقوف الجهات المختصة ضد المستهلكين، بينما قال خبير آخر: إن المملكة ينقصها ربط السعر بالخدمة، حيث يجب أن يدفع المستهلك مقابل جودة ما يحصل عليه، لا أن يدفع ويصدم بجودة أقل، ونوه خبير ثالث إلى احتكار بعض الشركات للقطاع، والتأخر في إدخال شبكة الألياف الضوئية لعدد من المناطق، واتفقت آراء على أهمية طرح المزيد من الشركات لرفع مستوى الخدمة من خلال التنافسية ولتقليل الاحتكار.

** مستوى الأسعار والخدمات
بداية قال الخبير في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات الدكتور ماجد السقاف، لـ “عين اليوم”: إن خدمات الإنترنت والاتصالات في السعودية تعتبر إلى حد ما جيدة، لكنها تحتاج لبعض التطوير، خصوصًا أن قطاع الإنترنت يعاني من ضعف في أوقات الذروة في كثير من الأحيان.
وبمقارنة أسعار وخدمات الإنترنت في المملكة ودول الخليج الأخرى، اعتقد محمد العرفج المهتم بالتقنية ومؤسس شركة “SHUFFLE NETWORK” أن الخدمات أقل من العادية مقارنة مع دول الخليج الأخرى المجاورة، وأقل من المستوى المطلوب، أما الأسعار فهي عالية جدًا، والسبب هو جشع الشركات ووقوف الجهات المختصة ضد المستهلكين.
وأضاف لـ”عين اليوم” أن الخدمات متدنية والوعود تزايدت وغاب التنفيذ وارتفعت الأسعار، مشيرًا إلى غياب المصداقية من الفنيين ومسؤولي الصيانة، عندما يزورون منطقة أو مكانًا فيه مشكلة، سواء كانت في الإنترنت الأرضي أو الألياف الضوئية، لا يؤدون واجبهم بشكل جيد ولا يوضحون سبب المشكلة ويتعذرون بأعذار غير منطقية، بالإضافة إلى موضوع حجب التطبيقات بين الحين والآخر.

* رأي مختلف
وكان لمهندس الاتصالات وخبير التقنية براء خالد رأي مختلف حيث قال: إن أداء خدمات الإنترنت في بعض مناطق المملكة يعتبر أفضل من الإمارات، وهنالك مناطق أخرى في السعودية أداؤها متدنٍ جدًا، وأضاف البراء أن ضعف خدمات الإنترنت في بعض المناطق يعتبر تقصيرًا من شركات الاتصالات، خاصة والعديد منها لا تغطي بشكل جيد، فالأبراج ضعيفة فحتى إذا أخذ المستهلك باقة عالية في السرعة لن تفيده، لذلك يجب على شركات الاتصالات أن تبدأ في مراقبة أبراجها بشكل جيد.
وأشار براء إلى أن الخدمات المقدمة يوجد فيها بعض القيود الأمنية، من ضمنها سياسة الاستخدام اليومي العادل، وهي سياسة وضعت من هيئة الاتصالات، يستخدمها مزودو خدمة الإنترنت لمنع المشتركين من تعدي السعة المقدمة لهم، يوجد حد شهري أو يومي للتنزيل من الإنترنت، وعندما يتخطى العميل هذا الحد، فإن السرعة تهبط تلقائيًا إلى سرعة أقل.

* ربط السعر بالخدمة
وعن تكلفة أسعار الاتصال والإنترنت أشار ماجد السقاف إلى أنها تعتبر متوسطة، خاصة أن هناك دولًا تفرض الضرائب على الاتصال مما يزيد التكلفة، وأضاف أنه من الناحية التجارية يجب أن يقاس السعر على الخدمة، وهذا الذي ينقص المملكة، حيث يجب أن يدفع المستهلك مقابل جودة ما يحصل عليه، لا أن يدفع ويصدم بجودة أقل، وما يعانيه القطاع فعلًا هو القرارات الكثيرة التي عادة لا تصب في مصلحة المستهلك كحجب برامج الاتصال عبر الإنترنت وارتفاع تكلفة التجوال الدولي.
وقال حسين فؤاد سندي أستاذ علوم الكمبيوتر في جامعة الملك عبدالعزيز: إن المشكلة ليست في الأسعار إنما في تدني المستوى التقني للخدمات التي كان يجب أن تكون أفضل مما هي عليه في الوقت الراهن، مضيفًا أن هناك بعض الأخطاء التي حدثت في السابق كان من المفترض ألا تقع، من ضمنها احتكار بعض الشركات لهذا القطاع، التأخر في إدخال شبكة الألياف الضوئية لعدد من الأحياء والمناطق، ولو أنها توفرت منذ مدة لكانت تكلفة الخدمات أقل وجودتها أعلى مما هي عليه حاليًا.

** شركات جديدة
واقترح السقاف حلولًا لرفع الجودة أبرزها طرح المزيد من الشركات لرفع مستوى الخدمة من خلال التنافس فيما بينهم، إضافة إلى رفع مستوى الخدمات الحالية قبل الانتقال إلى تقنيات جديدة خاصة أننا نعاني من ضعف جودة خدمة الجيل الرابع على سبيل المثال.
ووافقه في الرأي محمد العرفج بالمطالبة بإدخال شركات جديدة للسوق السعودي لتقليل الاحتكار، واقترح إعادة تشكيلة أعضاء هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات لتراقب أوضاع الشركات بشكل جيد وتكون في صف المستهلك.

** مؤشرات النمو الرقمي في السعودية
يشار أن المملكة تعد الأولى عالميًا في استخدام اليوتيوب، ناهيك عن الانتشار غير المحدود في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والطلب على خدمات البيانات السريعة عال جدًا، ويبلغ متوسط استخدام الفرد في السعودية نحو 43 جيجا من البيانات شهريًا، بينما المتوسط العالمي من خمسة إلى ستة جيجا بايت شهريًا للفرد، مما يجعل المملكة على رأس الدول المستخدمة للإنترنت بكثافة.
وبحسب هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات في تقريرها للربع الثاني من 2016 بلغ عدد مشتركي الإنترنت في خدمات النطاق العريض عبر شبكة الاتصالات الثابتة أكثر من ثلاثة ملايين اشتراك منها 1.65 مليون اشتراك في خطوط ADSL و835 ألف اشتراك في التوصيلات اللاسلكية الثابتة، تغطي 41% من المساكن، بينما هناك 556 ألف مشترك في الألياف البصرية والخطوط السلكية الأخرى، وبلغ عدد المشتركين في خدمات الاتصالات المحمولة نحو 48 مليون مشترك يتوزعون بنسبة 84% منهم اشتراكات مسبقة الدفع و16% اشتراكات مفوترة لاحقة الدفع، وهذا العدد يصل إلى أكثر من 150% من إجمالي سكان السعودية، وهناك 22.4 مليون مستخدم إنترنت في السعودية ما يعطي 70.4% من السكان وهو واحد من أعلى المعدلات نموًا في العالم العربي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.