كثف الجيش السوداني ضرباته على أهداف ومواقع للدعم السريع في كل من العاصمة الخرطوم ومدينة بحري. وتتزامن هذه الضربات مع توجيه الدعم السريع ضربات عبر القذائف المدفعية أطلقتها من مدينة بحري شمالي العاصمة استهدفت بها الأحياء السكنية الشمالية من أم درمان.
ورصد مراسل “العربية” سقوط قذائف على منطقة (الجرافة) صباح اليوم بعد ليلة تعاملت فيها المضادات الأرضية للجيش مع مسيرات جوية حاولت استهداف المناطق الشمالية من المدينة.
استعادة سنجة
وأعلن الجيش السوداني “تحرير منطقة سنجة” من سيطرة قوات الدعم السريع. وقال السبت، إنه استرجع مدينة سنجة في ولاية سنار الواقعة إلى الجنوب من الخرطوم والتي كانت في قبضة قوات الدعم السريع منذ خمسة أشهر. وطرفا النزاع في السودان متّهمان بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف المتعمّد لمنازل وأسواق ومستشفيات.
وتعد سيطرة الجيش السوداني على سنجة، عاصمة ولاية سنار، إنجازا استراتيجيا في الحرب الدائرة منذ 19 شهرا بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، لوقوعها عند محور أساسي يربط بين مناطق يسيطر عليها الجيش في شرق السودان ووسطه.
هذا، ونشر الجيش على منصة “إكس” للتواصل الاجتماعي تسجيل فيديو قال إنه التقط داخل القاعدة الرئيسية في المدينة.
وجاء في بيان لوزير الإعلام في السلطات السودانية الموالية للجيش خالد علي الإعيسر “عادت مدينة سنجة اليوم إلى حضن الوطن”.
البرهان في سنجة
ومن جانبها، أفادت وزارة الإعلام بأن رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أجرى زيارة لمدينة سنار “تهدف إلى الوقوف على سير العمليات العسكرية ومتابعة التطورات الأمنية في المنطقة ومباركة تحرير سنجة”.
ويشار إلى أن قوات الدعم السريع كانت قد سيطرت على المدينتين في هجوم خاطف شنّته في حزيران/يونيو الماضي أجبر نحو 726 ألف مدني على النزوح، وفق الأمم المتحدة.
وتقول منظمات حقوقية إن السكان الذين رفضوا أو تعذّرت عليهم المغادرة تعرّضوا على مدى أشهر لأعمال عنف عشوائية مارسها عناصر في قوات الدعم السريع.
“هذه فرحة لا توصف”
وقال المدرّس عبد الله الحسن البالغ 53 عاما في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف من داخل سنجة “هذه فرحة لا توصف” في معرض وصفه دخول الجيش إلى المدينة.
وأضاف “عشنا شهورا من الهلع، في أي لحظة تتوقع أن يدخل عليك أفراد الميليشيا ليضربوك أو ينهبوك”.
أما في ولاية القضارف (شرق) التي نزح إليها أكثر من 1,1 مليون نسمة، فأعربت آسيا خضر البالغة 46 عاما عن أملها بأن تكون معاناة عائلتها قد أشرفت على الانتهاء. وقالت “سنعود إلى بيتنا ونودع حياة النزوح والمعاناة”.
ويبقى طرفا النزاع في السودان متّهميْن بارتكاب جرائم حرب، بما في ذلك القصف المتعمّد لمنازل وأسواق ومستشفيات.
وقوات الدعم السريع متّهمة أيضا بتنفيذ إعدامات خارج نطاق القانون وارتكاب أعمال عنف جنسي ممنهجة وممارسة النهب.
هذا، وتسيطر قوات الدعم السريع على القسم الأكبر من إقليم دارفور في غرب البلاد وعلى مساحات شاسعة من كردفان (جنوب). كما تسيطر على غالبية العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة الواقعة جنوبها.
يذكر أنه منذ أبريل 2023، أوقعت الحرب عشرات آلاف القتلى ودفعت أكثر من 11 مليون شخص إلى النزوح، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم وفق الأمم المتحدة.
العربية نت