إضراب الأطباء يصيب مستشفيات العاصمة السودانية بالشلل

عمت حالة من الشلل مستشفيات العاصمة السودانية الرئيسية ،الاثنين، وتوقفت خدمات الطوارئ،في أعقاب تنفيذ آلاف الأطباء إضرابا عن العمل احتجاجا على تردي البيئة ونقص الخدمات،علاوة على تزايد حالات الاعتداء على الأطباء حال فقدان المريض لحياته.

واحتشد أكثر من ألف طبيب بمستشفي (بحري) شمالى الخرطوم، لإعلان التمسك بالإضراب، وأكد متحدثون من لجنة أطباء السودان المركزية وهي كيان موازٍ لاتحاد الأطباء، إن رفع الاعتصام رهين بتوفير الأجهزة والمعدات بأقسام الطوارئ وتحسين بيئة العمل ، وإصدار تشريعات تحمي الأطباء أثناء ممارستهم للمهنة.

ونفذت لجنة الأطباء أول اعتصام في الأزمة الحالية، التي بدأت منذ نحو أسبوعين، بقسم الطوارئ في مستشفى أمدرمان التعليمي فى 25 سبتمبر المنصرم لمدة 24 ساعة احتجاجا على اعتداء عشرات المرافقين على أطباء بالقسم ، أسفر عن إصابات بين الأطباء ووفاة مريضة لتعذر إسعافها.

وتعتبر مدينة بحري أكثر منطقة متأثرة بإضراب الأطباء حيث شمل التوقف عن العمل ثلاث من أكبر مستشفياتها هي (حاج الصافي وبحري ، ومستشفي الشهيد على عبد الفتاح )بضاحية الدروشاب شمال الخرطوم بحري.

ورصدت (سودان تربيون) الاثنين انتشارا كثيفا لرجال الشرطة في بوابات مستشفيي حاج الصافي وبحري، ووصل كثير من المرضي لتلقي العلاج وتم إيقافهم من في الخارج على يد منسوبي الشرطة، الذين تولوا إبلاغ المواطنين بتوقف أقسام الطوارئ.

وذات المشهد رصدته (سودان تربيون) بمستشفي بحري الرئيسي لكن عدد المرضي المتكدسين على باب المستشفي كان أكبر ، وذلك لوجود الكثير من التخصصات بالمستشفي، كما أن الوجود الأمني الكثيف كان لافتاً.

وبعد إعلان وزير الصحة بولاية الخرطوم مأمون حميدة عقب حادثة مستشفي أم درمان انتهاء الأزمة وعودة العمل لطبيعته ، استأنف الأطباء الإضراب بعد يوم واحد من تصريحات الوزير.

ويحظى وزير الصحة بولاية الخرطوم بدعم مباشر من الرئيس عمر البشير، برغم تكاثف الشكاوى ضده واتهامه بالعمل لمصلحة مستشفياته الخاصة وإهمال البيئة العامة للمشافي الرئيسية الحكومية.

وحذرت لجنة الأطباء في خطاب لإدارة المستشفى نهاية الشهر المنصرم من أنه في حالة عدم إتباع إجراءات تكفل حماية الكوادر الطبية وملاحقة المعتدين قضائيا، فإن الأطباء سيتوقفون عن العمل نهائيا في جميع مستشفيات البلاد.

يشار إلى أن تذمرا قويا يسود أروقة نقابة المهن الصحية بسبب تزايد حالات الاعتداء على الكوادر الطبية من قبل النظاميين ومرافقي المرضى، وهو ما أدى إلى نشوء كيانات موازية للنقابة تتمثل في لجنة أطباء السودان.

وطبقا لمعلومات تحصلت عليها “سودان تربيون” فإن تقريرا حوى إحصاءات يجري تداوله على نطاق ضيق يشير إلى وقوع 25 اعتداء ضد كوادر طبية في السودان خلال العامين 2015 و2016، وتسجيل 17 حالة في الفترة من يناير وحتى أغسطس من العام الحالي.

ورغم هذه الأزمة التي تضرب مستشفيات العاصمة إلا إنها غائبة عن الصحف المحلية التي تصدر بالخرطوم، حيث أبلغ صحفيون (سودان تربيون) الاثنين إنهم تلقوا توجيهات من جهاز الأمن والمخابرات بعدم نشر أي خبر ذي صلة بإضراب الأطباء.

وعادة ما تصدر توجيهات من جهاز الامن والمخابرات للصحف بمنع النشر فى عدد من الموضوعات الحيوية التي تشغل الراى العام.

وحثي اليوم الإثنين فان المستشفيات التي تشهد توقفا للأطباء ـ بحسب عضو بلجنة الاطباء ـ تحدث لـ(سودان تربيون) هي مستشفي أم درمان الذي اندلعت منه الأزمة ، والمستشفي السعودي أم درمان، وفى الخرطوم مستشفي أبن سيناء والمستشفي السعودي ومستشفي إبراهيم مالك، وفى بحري مستشفي حاج الصافي، والشهيد على عبد الفتاح بضاحية الدروشاب شمال (شهد أيضاً حادثة أعتداء على الأطباء)، ومستشفي بحري، وتوقع ان تنضم للإضراب غداً مستشفي الدايات أم درمان وهي أكبر مستشفي تخصصي للولادة بالسودان.

وعلمت (سودان تربيون) أن نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن التقي بأطباء المؤتمر الوطني الحاكم الأحد لمعالجة المشكلة، ووجه أطباء الحزب بسد النقص فى المستشفيات.

وكشف رئيس لجنة الأطباء بمستشفى بحري د. صلاح كرار ، خلال اجتماع الجمعية العمومية ان الاجتماع عقد في ظروف استثنائية فكان حضوره كثيفا من كل كوادر المستشفى الطبية والصحية، وتمت مناقشة كل المشاكل التي تعيق عملهم والتحديات الماثلة إضافة إلى خططهم في التعاطي والتعامل مع تلك التحديات.

وقال في تعميم صحفي الاثنين إن اللجنة دفعت بمذكرة لإدارة المستشفى لتلبية مطالب الكوادر الطبية والصحية التي أوقفت عملها بالمستشفى منذ الاثنين الماضي مؤكدا على ان المطالب حقيقية وإنكارها غير منطقي.

وتابع: ” ابتداء من جهاز شفط السوائل بالحوادث، إلى القفازات،”، وأعتبرها متطلبات وأساسيات لا يُنجز العمل بدونها وكثيراً ما يدخل الأطباء في إشكالات بسبب عدم توفرها، ” وشدد أعضاء لجنة الأطباء على تدخل الوزارة لتوفير معينات العمل، التدريب، حماية الطبيب”.

وأفاد رئيس اللجنة ان تنفيذ مخرجات الاجتماع نقطة تحول لكل العاملين، والأطباء بالسودان.

من جانبهم لوح عدد من الأطباء تحدثوا لـ(سودان تربيون) بتقديم استقالات جماعية من المستشفى اذا لم تحل مشكلاتهم مؤكدين على أن ذلك لمصلحة المريض أولاً.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.