حملة تهجير في مدينة بحري بالعاصمة الخرطوم
أطلق ناشطون من مدينة بحري بالعاصمة القومية الخرطوم، نداء استغاثة ومناشدة عاجلة لإنقاذ المدنيين بالمدينة التي تشهد معارك عنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أسابيع. نجحت القوات المسلحة في تحقيق تقدم واسع على حساب قوات الدعم السريع في المدينة منذ أيلول/سبتمبر الماضي، حيث سيطرت على أحياء بالحلفايا والتحمت قوات مناطق الكدرو شمال المدينة مع قوات أم درمان التي عبرت جسر الحلفايا.
غرفة طوارئ بحري: إن استهداف المدنيين الأبرياء، وتشريدهم قسريًا، يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني
وقالت غرفة طوارئ بحري في بيان لها اطلع عليه “الترا سودان”، إنه ما بين الساعة السادسة والسابعة من صباح الأمس، تفاجأ أهالي مدينة شمبات الحلة بأنه يجب عليهم إخلاء المنطقة خلال (24) ساعة. وأضاف البيان: “لا يمكن للعقل البشري أن يتخيل صعوبة الموقف ورهبة الخبر، إلى أين نذهب؟ إلى من؟ كيف سيتحمل هؤلاء الأطفال الأبرياء صعوبة اللحظات؟ كيف سيتحمل كبار السن؟ هل سنبقى أحياء؟ هل سننجو؟ والكثير من الأسئلة والكثير من المجهول والكثير من اللحظات المؤلمة المعاشة”.
وعلى الرغم من أن غرفة الطوارئ لم تحدد القوى التي طلبت منها مغادرة المنطقة، تقع مناطق شمبات الحلة تحت سيطرة قوات الدعم السريع، التي تُنسب إليها انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في مناطق سيطرتها. وقال ناشطون لـ”الترا سودان”، إن قوات الدعم السريع طردت المواطنين تحت تهديد السلاح، وطالبتهم بالنزوح إلى شرق السكة حديد.
وفي بيان لها صباح اليوم الإثنين، 9 كانون الأول/ديسمبر 2024، أطلقت غرف طوارئ بحري المشتركة مناشدة عاجلة لإنقاذ المدنيين في مدينة بحري، داعية إلى وقف فوري لإطلاق النار وحماية المدنيين من الانتهاكات المتصاعدة.
وأكدت الغرف في بيانها الذي اطلع عليه “الترا سودان”، إدانتها الشديدة للأعمال الوحشية التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء في المدينة، مشيرة إلى أن استهداف المدنيين وتشريدهم قسريًا يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.
وطالبت الغرف بوقف فوري لإطلاق النار في جميع أنحاء بحري، وضمان سلامة المدنيين، بالإضافة إلى فتح ممرات إنسانية آمنة تمكن السكان من مغادرة المناطق الخطرة بحرية وأمان. كما شددت على ضرورة توفير الحماية للفئات الأكثر ضعفًا من جميع أشكال العنف والانتهاكات، ومحاسبة مرتكبي هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة.
وحثت غرف الطوارئ الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على الالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين عبر وقف فوري لإطلاق النار. كما دعت المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، إلى التدخل العاجل لوقف معاناة المواطنين وتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية للمتضررين.
وتعيش مدينة بحري أوضاعًا مأساوية منذ اندلاع القتال في نيسان/أبريل 2023، وخلت المدينة من معظم سكانها جراء الاشتباكات التي تجري وسط الأحياء السكنية. توقفت معظم الخدمات العامة والحياة الاقتصادية في المدينة منذ الأسابيع الأولى للحرب، ويعتمد السكان على مياه الآبار الجوفية في الشرب، والمطابخ الخيرية في الغذاء.
الترا سودان
ربنا ينتقم من حق الناس الضعفاء مثل ما انتقم من بسار الاسد