ارتفاع حاد في أعداد الفارين من السودان إلى جنوب السودان

أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها البالغ إزاء تزايد أعداد الأشخاص الفارين من السودان إلى جنوب السودان، هربًا من موجة جديدة من العنف في المناطق الحدودية. ووفقًا لبيانات المفوضية، تجاوز عدد الوافدين الأسبوع الماضي 20 ألف شخص، مما يعكس تضاعف الأعداد اليومية ثلاث مرات مقارنة بالأسابيع السابقة. يُقدّر عدد الوافدين الجدد منذ يوم السبت، 7 كانون الأول/ديسمبر 2024، بسبعة آلاف إلى عشرة آلاف شخص يوميًا، يشمل ذلك لاجئين من جنوب السودان كانوا يقيمون في مخيمات بولاية النيل الأبيض. وتشكّل النساء والأطفال النسبة الأكبر من هؤلاء الفارين، مما يسلط الضوء على التأثير الكبير للنزاع على الفئات الأكثر ضعفًا.

عبر أكثر من 20 ألف شخص من القرى الحدودية إلى جنوب السودان الأسبوع الماضي
وتقول المفوضية في تقرير لها، اطلع عليه “الترا سودان”، إن الكثير من اللاجئين يصلون عبر معابر حدودية غير رسمية يصعب الوصول إليها، في وقت يزداد فيه الاحتياج إلى المساعدات الإنسانية العاجلة، خاصة المياه والرعاية الصحية، بسبب تفشي الكوليرا. وبحسب التقرير، مراكز العبور في مدينة الرنك، التي تؤوي حاليًا حوالي 17 ألف شخص، تعاني من اكتظاظ كبير مع زيادة أربعة آلاف وافد خلال الأسبوعين الماضيين.

وازدادت حدة الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع خلال الأسابيع الماضية، بالقرب من مناطق حدودية مع جمهورية جنوب السودان، لا سيما في ولايات النيل الأبيض والنيل الأزرق. كما تشهد مناطق ولايات شمال وجنوب كردفان وإقليم دارفور عمليات عسكرية نشطة للجيش السوداني.

تستضيف ولاية النيل الأبيض أكثر من 400 ألف لاجئ من جنوب السودان و650 ألف نازح سوداني. إلا أن تصاعد العنف دفع العديد من اللاجئين للانتقال من المخيمات المتضررة إلى جنوب السودان أو إلى مخيمات أخرى أقل تأثرًا، بينما فرّ النازحون السودانيون داخليًا إلى قرى قريبة أو مدن مثل ربك وكوستي، بل وحتى إلى ولايتي سنار وجنوب كردفان.

ووفقًا للمفوضية، من بين 900 ألف شخص عبروا إلى جنوب السودان منذ بداية الصراع، استخدم أكثر من 700 ألف معبر جودة في ولاية النيل الأبيض، ما يجعل الحفاظ عليه آمنًا ومفتوحًا أمرًا بالغ الأهمية.

منذ اندلاع الحرب في السودان في أبريل 2023، نزح أكثر من 12 مليون شخص، بما في ذلك 3 ملايين لجأوا إلى دول مجاورة، مما يجعل الأزمة السودانية ضمن أكبر أزمات النزوح عالميًا. وتدعو المفوضية إلى وقف فوري للأعمال العدائية لحماية المدنيين وضمان استمرار تقديم المساعدات، مع التأكيد على الحاجة الملحة لزيادة التمويل، حيث تم تمويل خطة الاستجابة الإقليمية للاجئين بنسبة 30% فقط حتى الآن، حد قولها.

ومنذ مطلع الشهر الجاري، رصدت المنظمة الدولية للهجرة موجات نزوح واسعة في السودان نتيجة للعمليات العسكرية الدائرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ولاية النيل الأبيض وشمال كردفان.

في ولاية النيل الأبيض، نزح المواطنون من محليات الجبلين والدويم وأم رمتة بسبب المخاوف الأمنية، مع تسجيل نزوح 250 أسرة من قرية التبون إثر هجمات من قوات الدعم السريع. وبحسب المنظمة، تتجه الأسر النازحة إلى مواقع داخل النيل الأبيض مثل ربك وكوستي، وبعضها يعبر الحدود إلى جنوب السودان.

في شمال كردفان، نزحت 153 أسرة من محلية أم روابة، حيث تحاول القوات المسلحة استعادة المدينة من سيطرة قوات الدعم السريع. عمليات الجيش في أم روابة شملت غارات جوية مكثفة على مواقع قوات الدعم السريع، فضلًا عن هجمات للمشاة.

الترا سودان

Exit mobile version