تسعى كييف إلى حشد حلفائها لتتمكن من الصمود، بينما يثير وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مخاوف من انخفاض الدعم الأميركي.
يحضر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اجتماعاً مع زعماء ألمانيا وفرنسا وبولندا وحلف شمال الأطلسي وآخرين في بروكسل الأربعاء المقبل لبحث دعم بلاده في حربها مع روسيا، وفق ما نقلته “رويترز” عن مصادر.
ونوه الكرملين الجمعة بتصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التي أعلن فيها اعتراضه على استخدام كييف صواريخ أميركية الصنع ضد الأراضي الروسية، في أعقاب هجوم جوي روسي “ضخم” ضد أوكرانيا.
ورأى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف الجمعة أن تصريح ترمب الأخير “يتماشى تماماً” مع الموقف الروسي.
وتسعى موسكو وكييف إلى الحصول على دعم الرئيس الجمهوري في ظل محادثات سلام محتملة يمكن أن تبدأ العام المقبل، بعد ثلاثة أعوام تقريباً على بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا الذي خلف عشرات الآلاف من القتلى على الجانبين.
وكان ترمب دعا إلى “وقف فوري لإطلاق النار” وإلى إجراء مفاوضات لإنهاء الحرب، بعد لقائه نظيريه الأوكراني زيلينسكي، والفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف “لا نريد وقفاً لإطلاق النار بل نريد السلام عند استيفاء شروطنا وبلوغ أهدافنا”، مشيراً إلى أن الشروط “المسبقة للمفاوضات” لم تتوافر، إذ تطالب موسكو عملياً باستسلام أوكرانيا قبل التفاوض معها على شروط إحلال السلام.
ميدانياً، قال حاكم منطقة أوريول بوسط روسيا أندريه كليتشكوف في ساعة مبكرة من صباح اليوم السبت إن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت منشأة للبنية التحتية لتخزين الوقود في المنطقة، مما أدى إلى اندلاع حريق وتهشم نوافذ عدد من المنازل.
ووردت أنباء عن هجمات بطائرات مسيرة في مناطق روسية أخرى.
وقال حاكم منطقة كراسنودار فلاديمير كوندراتييف إن الدفاعات الجوية دمرت طائرات مسيرة أوكرانية في مناطق عدة إلى الجنوب والشرق من أوكرانيا.
وقال حاكم منطقة بريانسك ألكسندر بوغوماز إن الدفاعات الجوية دمرت سبع طائرات مسيرة فوق المنطقة الواقعة على الحدود مع أوكرانيا.
وفي منطقة بيلغورود الروسية، التي كثيراً ما تستهدفها القوات الأوكرانية على الحدود الشمالية – الشرقية، قال حاكم المنطقة فياتشيسلاف غلادكوف إن القوات الأوكرانية هاجمت قريتين، مما أدى إلى إصابة أحد السكان وإشعال حريق في منزل أُخمد سريعاً.
هجوم ضخم
وقالت موسكو أمس الجمعة إن الهجوم “الضخم” الذي شنته الجمعة على أوكرانيا، جاء رداً على إطلاق كييف صواريخ “أتاكمس” ATACMS الأميركية الصنع قبل يومين على “مطار عسكري” في تاغانروغ في جنوب غربي البلاد.
ولم تسمح الإدارة الأميركية المنتهية ولايتها برئاسة الديمقراطي جو بايدن باستخدام مثل هذه الصواريخ ضد الأراضي الروسية، إلا في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي بعدما كانت قد عارضت الأمر لفترة طويلة، على رغم الطلبات المتكررة من كييف.
ولم تخفف موسكو التي تتقدم قواتها في شرق أوكرانيا من ضغوطها، فقد شنت هجوماً ضخماً جديداً على شبكات الطاقة الأوكرانية صباح الجمعة، مما تسبب في انقطاع واسع للتيار الكهربائي وسط درجات حرارة أقل من الصفر.
وقالت وزارة الدفاع الروسية عبر تطبيق “تيليغرام”، “رداً على استخدام الأسلحة الأميركية البعيدة المدى، نفذت قوات الجيش الروسي هجوماً ضخماً على المنشآت الحيوية للطاقة” في أوكرانيا.
94 صاروخاً
من جهته، أفاد سلاح الجو الأوكراني بأن روسيا أطلقت 94 صاروخاً باليستياً وكروز، إضافة إلى 193 مسيرة. وأضاف أن الدفاعات الجوية أسقطت 81 صاروخاً و80 طائرة مسيرة فيما اختفت 105 مسيرات أخرى “عن أجهزة الرادار ولم تصل إلى أهدافها”.
ودعا الرئيس الأوكراني عبر منصة “إكس”، إلى “رد فعل قوي” من المجتمع الدولي لإنهاء “جنون” فلاديمير بوتين. وأشار إلى أنه إذا كانت الدول الغربية “تخاف من الرد أو اعتادت على الإرهاب، فإن بوتين يرى في ذلك إذناً بالاستمرار”.
من جانبه، دعا وزير خارجيته أندريه سيبيغا عبر منصة “إكس”، الدول الغربية إلى تسليم “20 منظمة دفاع جوي من طراز NASAMS، HAWK وIRIS-T”.
تمديد انقطاع الكهرباء
وهذا الهجوم هو الثاني الذي يستهدف شبكات الطاقة الأوكرانية منذ بداية العام. وقد ألحقت ضربات الجمعة “أضراراً بالغة بمعدات محطات الطاقة الحرارية”، حسبما أفادت مجموعة “دي إي تي كي” (DETK) الشركة الخاصة التي تعد المورد الرئيس للطاقة في البلاد.
على المستوى ذاته، أعلنت شركة الطاقة “أوكرينيرغو” الوطنية عن تمديد انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد.
وطاولت الضربات خصوصاً مناطق إيفانو فرانكيفسك وتيرنوبيل الغربية، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن نصف سكان مدينة تيرنوبيل، وفق السلطات الإقليمية.
وإضافة إلى هذه الهجمات، تعاني أوكرانيا منذ أشهر صعوبات على خط المواجهة حيث تعجز عن صد تقدم القوات الروسية.
وتسعى كييف أيضاً إلى حشد حلفائها لتتمكن من الصمود، بينما يثير وصول دونالد ترمب إلى البيت الأبيض مخاوف من انخفاض الدعم الأميركي.
وفي هذا الإطار، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الحكومة البولندي دونالد توسك الخميس في وارسو، أن السلام في أوكرانيا لا يمكن تحقيقه على حساب الأوكرانيين، وناقشا إرسال قوات أوروبية محتملة إلى البلاد، للعب دور في حفظ السلام في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
اندبندنت عربية