تقرير حقوقى: الدعـ،،م السـ،،ريع ارتكب جرائم اغتصاب وانتهاكات فى جنوب كردفان

كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن مقاتلو الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها اغتصبوا عشرات النساء والفتيات، وأكدت تعرض الكثير من السيدات للعبودية الجنسية، في ولاية جنوب كردفان بالسودان منذ سبتمبر 2023، ووصفت هذه الوقائع، بأنها جرائم حرب، وتشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان، وطالبت باتخاذ إجراءات دولية لحماية المدنيين.

وكشفت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير أصدرته اليوم الاثنين، أنها أجرت مقابلات شخصية وعن بُعد مع 93 شخصًا، بما في ذلك 70 شخصًا في مستوطنات غير رسمية للنازحين في منطقة جبال النوبة بولاية جنوب كردفان، وأجرى الباحثون مقابلات مع سبع ناجيات من الاغتصاب، بما في ذلك سيدة قالت إنها احتُجزت مع 50 امرأة أخرى وتعرضت للاغتصاب مرارًا وتكرارًا على مدى ثلاثة أشهر.

وكشفت سيدة تبلغ من العمر 35 عامًا إن ستة من مقاتلي قوات الدعم السريع اقتحموا مجمع عائلتها، وتعرضت لاغتصاب جماعي، وقالت في شهادتها: “حاول زوجي وابني الدفاع عني، فأطلق أحد مقاتلي قوات الدعم السريع النار عليهما وقتلهما، ثم استمروا في اغتصابي”.

ومن جهتها قالت بلقيس ويلي، المديرة المساعدة لقسم الأزمات والصراعات في هيومن رايتس ووتش: “وصفت الناجيات تعرضهن للاغتصاب الجماعي، أمام عائلاتهن أو لفترات طويلة من الزمن، بما في ذلك أثناء احتجازهن كعبيد جنس من قبل مقاتلي قوات الدعم السريع، يجب على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي التحرك بشكل عاجل لمساعدة الناجيات وحماية النساء والفتيات الأخريات وضمان العدالة لهذه الجرائم الشنيعة”.

وقدم الناجون وشهود آخرون معلومات عن 79 فتاة وامرأة، تتراوح أعمارهن بين 7 و50 عامًا، أبلغن عن تعرضهن للاغتصاب، وكانت معظم الحوادث الموثقة عبارة عن عمليات اغتصاب جماعي وقعت منذ 31 ديسمبر 2023، في مدينة هبيلة وحولها، وفي قاعدة لقوات الدعم السريع، وشملت أيضًا ضحايا من مدينة فايو، على بعد حوالي 17 كيلومترًا جنوب هبيلة، في جنوب كردفان.

وقال الناجون والشهود إن المهاجمين كانوا جميعاً من أفراد قوات الدعم السريع الذين يرتدون الزي العسكري، أو من أفراد الميليشيات المتحالفة، وفي الحالات التي وثقتها هيومن رايتس ووتش، اغتصب مقاتلو قوات الدعم السريع 14 امرأة وفتاة في منازلهن أو منازل جيرانهن، وغالباً أمام أفراد أسرهن، وفي خمس حالات، اغتصب المهاجمون النساء والفتيات بعد قتل أو تهديد أفراد الأسرة.

وقالت امرأة تبلغ من العمر 18 عامًا إن مقاتلي قوات الدعم السريع أخذوها في فبراير الماضي مع 17 امرأة وفتاة أخرى من فايو إلى قاعدة عسكرية حيث تم احتجازهن مع مجموعة من 33 امرأة وفتاة كانوا موجودين هناك بالفعل، وتحت السيطرة الكاملة لخاطفيهم من قوات الدعم السريع، تم احتجاز النساء والفتيات في ظروف استعباد، وفي بعض الأحيان تم ربطهن معًا بالسلاسل، وتعرض النساء والفتيات ولمدة ثلاثة أشهر، للاغتصاب والضرب، بما في ذلك الناجية البالغة من العمر 18 عامًا، وهي جرائم تشكل أيضًا عبودية جنسية.

وتتوافق هذه النتائج مع ما ورد في تقرير صدر مؤخرا عن بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق في السودان، والذي خلص إلى أن قوات الدعم السريع ترتكب العنف الجنسي على نطاق واسع، بما في ذلك حوادث متعددة من العبودية الجنسية.

وقال التقرير :”ينبغي للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي أن ينشرا على وجه السرعة بعثة لحماية المدنيين في السودان، وتفويضها وتزويدها بالموارد اللازمة لمعالجة العنف الجنسي، بما في ذلك الوقاية والتوثيق وتوفير الخدمات الشاملة لجميع الناجين، وينبغي للدول الأعضاء في الأمم المتحدة أيضا تعزيز الدعم لبعثة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة، كما أوصى الأمين العام، للمساعدة في تمهيد الطريق نحو المساءلة الهادفة”.

اليوم السابع

Exit mobile version