*سقط حسين خوجلي ليلة الأربعاء..
*وهو سقوط له (إيقاع) يمكن أن يُفهم بمعنيين..
*سقوط مجازي متعلق بحواره الذي أجراه مع الرئيس..
*وآخر حقيقي حالت معجزة بينه وبين حدوثه..
*والمعنيان لا ينفصمان- على أية حال- عن بعضهما البعض..
*فحسين كان يجلس على (حافة) المقعد الوثير..
*أو بالأصح ، على حافة الحافة حتى كاد المشاهد ذاته يحس بأنه سيقع..
*وهو شعور نفسي أشبه بانتقال عدوى التثاؤب..
*ولا تفسير لعدم الراحة هذه سوى أن الجالس نفسه لم يكن مرتاحاً..
*فمن الواضح أنه كان يستشعر خوفاً لا مبرر له..
*أو إنه لم يعد نفسه جيداً لهذا الحوار بسبب ضيق الوقت..
*أو أن التجاذبات السياسية بين جنبيه جعلته يرهق أعصابه برقابة ذاتية..
*أو أن اعتذار ياسر يوسف جعله يحس برهبة الموقف..
*ومهما يكن فإننا لم نشاهد حسين خوجلي- مفترع المدهشات- الذي نعرفه..
*ومن بين ثنايا هذه المدهشات جرأة لا يخطئها الحدس..
*وفي ظني أن البشير نفسه ما كان يريد من (يقنطِّر له ليشوت)..
*أو من يأتيه بالكرة من داخل المرمى..
*أو من يمارس معه (كرم) مدافع المريخ صلاح نمر..
*فكل الدلائل تشير إلى أنه كان متهيئاً لساخن الأسئلة ، لا ناعمها..
*فهذا ما تحتاجه طبيعة مرحلة ما بعد الحوار..
*ولكن صاحب (الإيقاع) خذل الناس بأسئلة افتقرت إلى أي (إيقاع)..
*أسئلة (مقيدة) جاءت إجابات الرئيس عنها أكثر (حرية)..
*أسئلة تشبه تلفزيون السودان الرسمي لا فضائية (الحق والخير والجمال)..
*ومن أسئلة حسين الملساء ذاك الخاص بالمعيشة..
*فهو اكتفى بسؤال خجول عن واقع الاقتصاد المتردي وتأثر الناس به..
*وكانت إجابة الرئيس أنه نفسه واقع تحت تأثيره..
*أو هذا ما عناه- ضمناً- وهو يتحدث عن مزرعة ترفده بدخل إضافي..
*وقال إن أجره كرئيس لا يغطي احتياجاته المعيشية..
*وهذه إفادة تُحسب للبشير مقابل نظراء له- بعالمنا الثالث- متهمون بالفساد..
*ولكنها إفادة تتعارض مع الإشارة لتحسن الاقتصاد..
*وتنسف مزاعم كلٍّ من وزير المالية ومحافظ بنك السودان و(ربيع عبد العاطي)..
*فليس صحيحاً- إذاً- أن ما قبل الإنقاذ كان أسوأ..
*وإلا لما كان نميري قد اكتفى بمخصصاته كرئيس جمهورية..
*ولا الصادق ولا الأزهري ولا المحجوب ولا عبود..
*ولا غالب بقية العاملين بالدولة الذين كانوا (يوفرون) من أجورهم..
*وسقطت (مشاريع) هذه الأسئلة من جعبة السائل..
*تماما كما كاد هو نفسه (يسقط !!!).
الصيحة