بيان قوات الدعم السريع: محاولة يائسة لتبرئة الذات

سودافاكس- أصدرت قوات الدعم السريع بيانًا يدّعي رفض العقوبات الأمريكية المفروضة على قائدها محمد حمدان دقلو، معتبرةً أن هذه العقوبات “سياسية” وتفتقر إلى التحقيقات. المثير للسخرية أن البيان يلقي باللوم على القوات المسلحة السودانية في اندلاع الحرب، متناسيًا أن قوات الدعم السريع هي من أشعلت الصراع، وارتكبت الفظائع التي دفعت الملايين إلى النزوح والتشرد.

وفي محاولة مدهشة لتبرئة نفسها، زعمت القوات أن المجاعة والتشريد مسؤولية الجيش، على الرغم من أنها هي من دمرت القرى ونهبت الإمدادات الإنسانية وعرقلت وصول المساعدات. يبدو أن الدعم السريع قررت استخدام سياسة الإنكار الفج أمام العالم.

أما الاتهامات بالإبادة الجماعية، فقد وصفها البيان بأنها “تعميم غير دقيق”. لا ندري كيف تنكر قوات الدعم جرائمها ضد المدنيين التي وثقتها تقارير دولية وشهادات الناجين من دارفور والمناطق الأخرى. ربما يحتاجون إلى تعريف جديد للإبادة الجماعية، يبرر القتل والقصف العشوائي.

وفي لفتة كوميدية، اتهم البيان الجيش بالقصف العشوائي وانتهاك حقوق المدنيين، وكأن الدعم السريع بريئة من هذه الممارسات التي أصبحت علامتها التجارية في كل منطقة دخلتها.

واختتم البيان بدعوة إلى “السلام الشامل”، وهو أمر يبدو غريبًا من جهة تتفنن في زعزعة الاستقرار ونهب مقدرات الشعب. إذا كان الدعم السريع حريصًا على السلام كما يدعي، لربما كان عليهم التوقف عن استهداف المدنيين وترك البلاد تعيش بسلام بعيدًا عن جرائمهم.

Exit mobile version