عاجل ..هجوم مسلح على القصر الرئاسي في تشاد

في مساء الأربعاء، شهدت العاصمة التشادية نجامينا إطلاق نار كثيف بالقرب من القصر الرئاسي، حيث أفادت وكالة “فرانس برس” بوقوع هجوم مسلح على الجزء الداخلي للقصر، ما أثار حالة من القلق في المدينة. في وقت متزامن مع استمرار إطلاق النار في حوالي الساعة 20:45 (19:45 بتوقيت غرينتش)، أفاد مصدر أمني تشادي بأن المسلحين تمكنوا من مهاجمة القصر، بينما لم تصدر السلطات التشادية أي تصريحات رسمية حول الحادث حتى تلك اللحظة.

تحركات عسكرية واحتقان أمني

شهدت المدينة تحركات غير عادية للقوات العسكرية، حيث شوهدت مواكب من المركبات العسكرية تتجه نحو مقر الرئاسة. كما تم إغلاق جميع الطرق المؤدية إلى القصر أمام حركة المرور، فيما نزلت الدبابات إلى شوارع نجامينا وسط توتر شديد في الأجواء. المواطنون بدورهم شعروا بالقلق جراء تصاعد العنف في مكان حساس يمثل قلب الدولة التشادية. هذه التطورات تأتي في وقت حساس، حيث يترقب التشاديون إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية التي من المنتظر أن تكون في 15 يناير الجاري، وهي فرصة اختبار حقيقية للانتقال الديمقراطي في بلد يعاني من التقلبات السياسية.

أزمة إضافية لتشاد في منطقة مضطربة

تشاد، التي شهدت في السنوات الأخيرة تهديدات من جماعات متطرفة مثل “بوكو حرام”، لم تنجُ من مآسي جديدة، حيث تزايدت الهجمات على مؤسسات الدولة والمرافق الحيوية. وفي هذا السياق، أكدت مصادر لـ “العربية/الحدث” أن الهجوم المسلح كان من قبل عناصر مرتبطة بـ “بوكو حرام”، الذين استهدفوا القصر الرئاسي بشكل مفاجئ. الهجوم أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بينما كان رئيس تشاد داخل القصر لحظة وقوع الهجوم.

حالة الاستنفار والرد الحاسم

رغم الهجوم الذي استهدف القصر، أكدت مصادر مقربة من الرئيس التشادي أن الوضع في العاصمة تحت السيطرة بعد تصدي القوات التشادية للهجوم. وأوضح مسؤولون تشاديون أن السلطات تمكنت من تأمين محيط القصر، ودعوا المواطنين إلى عدم الذعر. لكن تساؤلات عديدة تثار حول مدى قدرة الحكومة التشادية على مواجهة مثل هذه الهجمات، خاصة في ظل تداعيات انعدام الاستقرار في المنطقة، لا سيما مع تزايد عمليات الجماعات المسلحة في دول الساحل والصحراء.

التحديات السياسية والأمنية لتشاد في المستقبل

تأتي هذه التطورات الأمنية في وقت يعاني فيه التشاديون من تحديات كبيرة على الصعيدين السياسي والأمني. في مايو 2024، انتهت فترة انتقالية دامت ثلاث سنوات بتولي محمد إدريس ديبي مقاليد الحكم بعد وفاة والده، الذي كان يعتمد على الدعم الفرنسي لمواجهة المتمردين. ولكن اليوم، يواجه الرئيس ديبي تحديات داخلية وخارجية كبيرة في ظل تعاظم النزاع بين القوى الإقليمية، وتحول تشاد إلى ساحة لصراع النفوذ بين الغرب وروسيا، ما يزيد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد.

Exit mobile version