تصرف خطير من مكاتب الاستخدام الخارجي و وكالات السفر بشأن تأشيرات السعودية

سودافاكس – الخرطوم: في خطوة تثير الاستغراب وتضع علامات استفهام حول نوايا مكاتب الاستخدام الخارجي في السودان، ظهرت إفادات خطيرة حول اجتماعات سرية بين عدد من هذه المكاتب. الهدف؟ مخاطبة الجهات المعنية بالخارجية السعودية عبر وزارة العمل السودانية والخارجية السودانية لإيقاف نظام “اليوزر الافتراضي”، الذي يُتيح للمواطن السوداني إنهاء إجراءاته بنفسه ودون وسيط.

تهديد مباشر لاستقلالية المواطن السوداني

نظام اليوزر الافتراضي هو نقلة نوعية في تبسيط الإجراءات وتحقيق الشفافية. يمنح المواطن القدرة على إنهاء معاملاته بنفسه دون الحاجة إلى الوقوع في براثن مكاتب الاستخدام التي طالما استنزفت جيوب الناس وأعصابهم. لكن يبدو أن هذه المكاتب ليست مستعدة للتخلي عن دورها الوسيط بأي ثمن، حتى لو كان الثمن هو حريات المواطنين وحقوقهم.

تأشيرة “الانعتاق” من هيمنة المكاتب

مع اعتماد نظام التأشير الرقمي، انتهت فعلياً الحاجة إلى تلك المكاتب التي كانت تحتكر العملية. أصبح المواطن اليوم قادراً على إنهاء إجراءاته بحرية ودون أي قيود بيروقراطية مزعجة. ومع ذلك، بدلاً من أن تحتفي هذه المكاتب بالتحول التقني وتكيف أعمالها معه، نجدها تحاول الانقضاض على هذه الحقوق المشروعة وكأنها امتيازات خاصة بها.

لماذا تعارض المكاتب النظام الجديد؟

ببساطة: المال والسلطة. وجود المواطن كعميل مباشر يعني خسارة أرباح طائلة كانت تتحقق من رسوم “خدمات” لا تضيف شيئاً حقيقياً. هذا بالإضافة إلى رغبة هذه المكاتب في الحفاظ على الهيمنة التقليدية على سوق السفر والاستخدام الخارجي. وكأن المواطن السوداني مجرد رقم في دفتر حساباتهم، وليس إنساناً له حقوق وطموحات يسعى لتحقيقها.

ما الذي يتطلبه الأمر؟

نحن في العام 2025، والعالم يتجه نحو المزيد من الأتمتة والتقنيات التي تهدف إلى تسهيل حياة الأفراد. من غير المقبول أن تأتي مكاتب الاستخدام وتضع العراقيل أمام هذا التطور. الحل يكمن في تحرك حاسم من الجهات الرسمية لدعم المواطن وحمايته من هذه المحاولات البائسة لسلب حقوقه. يجب فرض رقابة صارمة على هذه المكاتب ومحاسبتها على أي تصرفات تعيق التطور التقني أو تهدد استقلالية المواطن.

دعوة إلى المقاومة الرقمية

على المواطنين أنفسهم أن يدافعوا عن هذا الحق. أن يستخدموا النظام الرقمي بكل قوة وأن يتجنبوا الوقوع في فخ الوساطة غير الضرورية. صوت المواطن هو الحصن المنيع ضد محاولات التلاعب والاستغلال.

ختاماً، من العار أن تصبح بعض المكاتب خصماً للمواطن بدلاً من أن تكون سنداً له. الأحلام لا تتحقق بالرجوع إلى الوراء، بل بالتقدم إلى الأمام بشجاعة. وعلى السودان أن يختار طريق التطور، مهما كان الثمن.

Exit mobile version