الزواج ليس كما تظنون

منذ أن درست ظاهرة الطلاق من الناحية الشرعية و القانونية و أنا أسعى جاهدًا لكي أصل إلى حلٍ جذري ونهائي لهذه الظاهرة .

لا أعلم إلى الآن سبب شغفي بالبحث في أصل هذه الظاهرة، هل هو تحد مع الذات على تقليل نسبة تفشيها، و تقليصها إلى أقل درجةٍ ممكنه؟ أم أتتبعها لكي أتلافى تلك الأخطاء مستقبلًا عندما عندما أخوض تجربة الزواج !

لا يهم السبب، الأهم هل ستنجح تلك المحاولات ؟ وهل لدي دراية كاملة لخوض تجربة زواجية ناجحة؟

وثار التساؤل مجددًا هل تتبُعي لأخطاء الآخرين، ومحاولة تفاديها كافيًا لخوض تلك التجربة ؟

لم أجد لهذا التساؤل إجابة إلى الآن، فتطرقت مسرعًا إلى البحث عن آخر الإحصاءات الرسمية عن نسب حالات الطلاق في مصر.

فعثرت على تقرير حديث لمركز معلومات مجلس الوزراء، يتردد نحو مليون حالة طلاق سنويًا على محاكم الأسرة بمصر، وتقع 240 حالة طلاق يوميًا، بمعدل عشر حالات طلاق كل ساعة، كما بلغ إجمالي عدد حالات الخلع والطلاق عام 2015 ربع مليون حالة، بزيادة 89 ألف حالة عن عام 2014.

وأضاف التقرير أن مصر احتلت المرتبة الأولى عالميًا، بعد أن ارتفعت نسب الطلاق من 7% إلى 40% خلال الخمسين عامًا الأخيرة، ووصل عدد المطلقات إلى ثلاثة ملايين.

فهرولت مسرعًا إلى قلمي وأوراقي؛ لكي أكتب لكم هذا المقال، وأنبهكم إلى تفادي كارثة اجتماعية وصلت ذروتها من الفتك بالمجتمع بأثره.

وبعد الحصول على العديد من الدراسات و الأبحاث المجتمعية توصلت إلى هذه النتائج؛ لذلك أعيروني انتباهكم يا سادة جيدًا.

وجدت أن جميع الأعمال الدرامية والسينمائية المصرية دائمًا كانت تنتهي بالزواج، وأطلقوا عليها «النهاية السعيدة »، فأصبح أغلب الناس يظنون أن الزواج هو النهاية السعيدة لأية قصة حب، وأن ما بعد الزواج هو النعيم السرمدي، وكانت النتيجة أنه ومع أول تحد يواجههما، يفران هاربين ويُصِران على الطلاق .

دائمًا أجد أن أغلب الكُتاب يكتبون عن ظاهرة الطلاق كناتجة عن فشل محاولة التوافق الأسري والعلاقة القائمة بين كلا الزوجين بعد الزواج، و لم يتتبعها أحد قبل الزواج، وهو ما حفزني على خوض تلك التجربة، ونقلها إليكم بالتفصيل كما سأبين .

منذ أن يصل الشاب/ الفتاة إلى سن المراهقة، يشعر باندفاع عاطفي وميل نحو الجنس الآخر، فيهتم بملبسه وشعره على غير المعتاد، يضع الصور الرومانسية على خلفية هاتفه، ويبدأ في الاستماع إلى الأغاني الرومانسية، و يعيش في أحلام اليقظة، ويتخيل كيف سيكون منزله وأطفاله في المستقبل، ظنًا منه أن هذا هو الزواج، لايفكر في المشاكل التي سيواجهها، وكيفية الخروج منها، لا يضع في تفكيره هل هو على دارية كافية، واستعداد نفسي كافٍ لخوض هذه التجربة ؟ لم ينظر أبدًا إلى الزواج على أنه الرابطة المقدسة، و عضد المجتمع وسواعده، و أثر التنشئة السليمة لأطفاله على المجتمع بأثره، وهل سيقدم للمجتمع أبناء ناجحين أم عالة وعبئًا عليه دون جدوى .

منذ عدة أيام حضرت ندوة في إحدى المكتبات العامة عن المشكلات التي تواجه الزوجين بعد الزواج وكيفية حلها، ظننت أن عدد الحاضرين سوف لا يتجاوز أصابع اليد، ولكني فوجئت بحضور العديد من الأزواج إلى أن امتلأت القاعة.

بدأ كل منهم يسرد مشكلته، كان جميعهم يعانون من مشاكل أسرية كافية لجعلك لا تفكر في الزواج مطلقً.

وجدت تشابهًا بين العديد من هذه المشكلات، بالرغم من اختلاف الأحداث، فكان أغلبها ينتج عن ظن الزوج أنه قد عانى الكثير في جمع ثمن الشقة والمهر والشبكة، فلابد من أن تصبح زوجته جارية له، تنفذ كل أوامره دون نقاش، وكأنها أوامر عسكرية.

وعلى النقيض تظن الزوجة أنها تزوجت «علاء الدين» ممسكًا بيده المصباح السحري؛ لينفذ لها ما تشاء، دون أن تضع في الاعتبار قدرته المالية على تنفيذ كل هذا، تحرجه بأسوأ العبارات، وتبين له ضعفه المالي، وتسرد العديد من الأساطير، وأنها تقدم لها ٢ قضاة، و٣ أركان حرب، و٥ أمراء من دول الخليج، و٧ رجال أعمال، ولكنها تركت كل هذا وفضلته هو، وكأن كليهما تزوج ليلبي له الطرف الأخر جميع أمنياته .

وأخيرًا أنصحك عزيزي المقبل على الزواج بأن تسعى جاهدًا على توسيع مداركك، وحسن تصرفك وتدبيرك والتوعية اللازمة لخوض تلك التجربة والمرور بها إلى بر الأمان، و جعلها تعم بالفائدة لك، ولمجتمعك، لا تخجل من القراءة في هذا الموضوع واستشارة غيرك، فأن تسلك قطارًا متأخرًا أفضل لك من أن تسلك قطارًا خاطئًا .

وفي النهاية أقدم لك مجموعة من الفيديوهات التوعوية على يد خبراء متخصصين، تؤهلك لخوض تجربة زواج ناجحة، ينتج عنها أبناء يافعين تنفع بهم المجتمع .

سلسلة الدورة التأهلية للحياة الزوجية من هنا

سلسلة العفاف الاجتماعي من هنا

سلسلة عن التربية بسيطة ومفيدة جدًا اسمها «تربية الأبناء» من هنا

مُصطفى جمال – ساسة بوست

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.