“مالينا غير الله ثم شجرة التبلدي”، بهذه العبارة لخّص حامد (70 عاماً) معاناته وأهل منطقته والمناطق المجاورة بولاية شمال كردفان غرب السودان في الحصول على المياه، في ظل أزمة تاريخية توارثتها الأجيال.
وتمثل شجرة التبلدي الخلاص الوحيد للأهالي، إذ يعتمدون عليها في تخزين مياه الأمطار لإمدادهم بها عاماً كاملاً.
وتواجه ولاية شمال كردفان عموماً أزمة حادة في توفير المياه، لا سيما مياه الشرب في عدة مناطق سودانية بينها العاصمة الخرطوم، وتزداد حدّتها بالمناطق الريفية مقارنة بالمدن، إذ تفتقر للحفائر وغيرها من وسائل توفير المياه ويقطع الرعاة آلاف الأميال للبحث عن المياه.
وابتكر الأهالي بمناطق في شمال كردفان منذ القدم، وسائل بدائية للاستفادة من مياه الأمطار في موسم الخريف، باعتبارها المنقذ الوحيد، ومثّلت شجرة التبلدي الركن الأساسي في المعادلة، إذ يترقب الأهالي بفارغ الصبر الخريف ويقومون قبله بتجهيز جذوع هذه الشجرة بعد تجويفها لتصبح صالحة لتخزين الماء الذي يجلب من بين الرمال، وتتجمع مياه الأمطار، وتعد الرمال مصفى طبيعياً لتنقية هذه المياه، وقد تصل سعة تخزين جذع الشجرة الواحدة إلى نحو مائة برميل كحد أقصى و25 كحد أدنى.
وتنتشر شجرة التبلدي بكميات كبيرة بولاية شمال كردفان غرب السودان، فوجودها قديم منذ تواجد الإنسان، ولا يعرف أهلها طريقة محددة لزراعتها، وتعرف عالمياً بشجرة “الباوباب”، وهي من فصيلة النباتات الخبازية، وموطنها الأصلي ضمن الشريط الجغرافي الواقع تحت الصحراء والممتد من شرق القارة الأفريقية إلى غربها، إضافة إلى انتشارها جنوب هذه المنطقة وحتى منطقة السافانا الرعوية جنوب أفريقيا.
عين اليوم
