كلنا (مواسير)!!

مقالات وآراء » صلاح الدين عووضة

*أنا شخصياً أعذر رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر..

*فهو (رجل طيب) كما وصفه الترابي لي مرةً في سياق حوار معه..

*ومن طيبته غضب من وصف برلمانه بـ(الماسورة)..

*فهو لو كان (تفتيحة) لما فات عليه أنه لن يكون استثناء في عالمه..

*ونعني العالم الشمولي الذي برلماناته (زينة وعاجباني)..

*فهي أصلاً غير مطالبة- في ظل الأُحادية – بأكثر من أن تكون (مواسير)..

*بمعنى أن تفعل ما يفعله نواب برلماننا الآن بالضبط..

*فقط يبصمون على قرارات الجهاز التنفيذي ـ ثم يصفقون فرحاً..

*وفي أوقات الفراغ ينامون ويأكلون ويلهون بالهواتف..

*بالله عليك يا رجل يا طيب: عمرك سمعت ببرلمان يصفق لقرار الزيادات؟..

*فهذا لا يحدث في أكثر برلمانات (المواسير) شبهاً..

*وما ذاك إلا لأن نوابك لا يجيدون حتى (التمثيل) الذي يتقنه رصفاؤهم..

*فقد أثبتوا بـ(طيبة) شديدة أنهم- والحكومة- على الشعب..

*أما أنت فلم تبدر منك بادرة تثبت اختلافك عمن سبقوك في منصبك..

*أو اختلافك عن نظرائك في دول العالم الثالث الشمولي..

*فأنت مثلهم ترأس برلماناً (ترأسه) الحكومة ، وتحركه من وراء حجاب..

*يا برلمان أجز يجيز ، صفق يصفق ، أسكت يسكت..

*ثم يُقال لنوابه آخر الشهر: (يلاّ يا شاطرين أجروا أقبضوا مرتباتكم)..

*وهي مرتبات لو وُفرت للشعب لكان أفيد له من النواب..

*وهي- للعلم- تبلغ في جملتها نحو (5) مليار جنيه سنوياً (بالقديم)..

*نصيب رئيسهم منها لوحده (31) مليوناً في الشهر..

*ورغم الأجر الشهري الخرافي هذا للشيخ إبراهيم فهو (طيب) ومعذور..

*فهو لا يستطيع ممارسة دوره كرئيس برلمان (حقيقي)..

*وإن فعلها لسجل بذلك سابقة مذهلة في تاريخ برلمانات الدول الشمولية..

*الشيء الوحيد الذي يستطيع فعله هو رفض هذا الأجر..

*بمقدوره- وهو الرجل المتدين- أن يقول (من أخذ الأجر حاسبه الله بالعمل)..

*وهو لا عمل له سوى توزيع الفرص على (المصفقين)..

*فمهما تحدثوا وتداولوا وتكلموا فسوف (يصفقون) في نهاية الأمر..

*ولا مرة بالغلط امتنعوا عن (البصم) لمصلحة المواطن..

*وإن كان حديثنا هذا فيه تجنٍّ عليهم فدونهم الآن كارثة رفع الدعم..

*أو بالأصح: زيادة أسعار جديدة تحت مسمى رفع الدعم..

*فهل ينجح برلمانهم في الانحياز لجانبنا أم يصفق ويهلل ويكبر كعادته؟..

*فإن سقط – كما هو متوقع- ثبَّتنا عليه صفة (ماسورة)..

*وإلا اعتذرنا لرئيسه عن هذا النعت وتسمينا به مع عبارة (حقك علينا)..

*ومن قال إننا أصلاً- بـ(طيبتنا) هذه- لسنا مواسير؟!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.