أكد فتحي محمد عبده، المتحدث باسم تجمع قوى تحرير السودان بقيادة الطاهر حجر، أن قوات التجمع لن تُدمج في قوات الدعم السريع. هذا الإعلان الحاسم يقطع الطريق أمام أي تكهنات بشأن إمكانية انضمام مقاتلي التجمع إلى صفوف المليشيا التي تقود نزاعاً دامياً في البلاد. وأوضح عبده أن الحديث عن الدمج غير مطروح حالياً، حيث تنصب الأولوية على توحيد جهود القوى الموقعة على ميثاق السودان التأسيسي.
تنسيق عسكري دون تبعية
أشار المتحدث الرسمي إلى أن التجمع يركز على تنسيق العمليات العسكرية مع القوى المتحالفة، لكنه شدد على أن هذا لا يعني الخضوع لأي فصيل بعينه. فالتنسيق، كما أوضح، يهدف إلى تعزيز العمل المشترك وتحقيق توازن عسكري في مواجهة التحديات الميدانية المتزايدة. وفي ظل حالة التشظي العسكري التي تشهدها البلاد، يحرص التجمع على الإبقاء على استقلالية قراره العسكري والسياسي.
مخاوف من استقطاب إجباري
تصريحات تجمع قوى تحرير السودان تأتي في وقت تتزايد فيه المخاوف من محاولات استقطاب المجموعات المسلحة ودمجها قسرياً في صراع السلطة المحتدم. فالدعم السريع، الذي يواجه تحديات ميدانية وسياسية، يسعى إلى توسيع نفوذه عبر استقطاب الفصائل المسلحة. غير أن موقف التجمع يعكس حرصه على عدم الانجرار إلى تحالفات قد تقوّض أهدافه السياسية والعسكرية على المدى الطويل.
استقلالية القرار العسكري في قلب الصراع
يبقى موقف تجمع قوى تحرير السودان دليلاً على تعقيدات المشهد السوداني، حيث تداخلت الحسابات العسكرية مع المصالح السياسية في معادلة شديدة التعقيد. ومع استمرار النزاع، تظل مسألة تحالف القوى المسلحة وإعادة تشكيل المشهد العسكري من أبرز القضايا التي سترسم مستقبل السودان في الفترة المقبلة.