مواطنين يتم رفعهم في الدفارات قبل أن يقدموا للمحاكمة ، ورغم ذلك (هم الغلطانين)

غلطان المرحوم

* لا أحد تقدم بإستقالته في هذه الحكومة حتى اللحظة.
* إذن فالجميع مقتنع بما يحدث، وراضي عنه، بل ويعمل لأجل تثبيته وترسيخ مفهوم النظام أولاً، ثم الوطن أخيراً.
* زادت السلع وتضاعفت ثلاث أضعاف سعرها المهول أصلاً، وهاج البعض وماج، وخرج التلاميذ إحتجاجاً، وناهضت الكنداكات الوضع المأساوي، ولعن الآباء والأجداد سياسات الحكومة، وإرتفعت الأكف لاعنة وساخطة، ولا أحد يستقيل.
* تكررت المقالات وتشابهت الأحرف في إنتظار خطوة إيجابية لأحدهم أو إحداهن، كانت النتيجة الواحدة والمؤكدة والتي لا ثاني لها، أنه أصبح للجميع (جلد تخين).
* قبل عام من الآن، أفاق مواطنوا مدينة الإسكندرية من نومهم على خبر إستقالة محافظ عروس البحر الأبيض المتوسط عقب وفاة مواطن مصري بصعقة كهربائية وإصابة آخرين إصابات متفاوتة جراء الأمطار والسيول التي ضربت محافظة الإسكندرية مؤخراً وأدت لأضرار كبيرة، رغم إن ما حدث كان بسبب (كارثة طبيعية).
* وهنا يتم تحرير شهادة وفاة للمواطن أولاً، برفع ضغطه ثم يصيبونه بالسكري، والغدة الدرقية، وكل الأمراض التي تأت نتيجة حتمية (للغضب والكبت)، ثم يرفعون من بعد ذلك سعر الأدوية التي لا قبل له بها، ويجلسون واضعين رجلاً فوق رجل يحتسون الشاي والقهوة غير عابئين بأنين المرضي، ولا هلع ذويهم، وبطبيعة الحال لا أحد ينتظر من هؤلاء إقالة أو إستقالة.
* الشوارع تحصد مئات الأرواح إسبوعياً، وتبقي على العشرات ممن يصابون بالعاهات المستديمة، ولا مسؤول يعتذر، بل يصرحون ( بكل قوة عين وجلد تخين)، بأن ماحدث قضاء وقدر.
* شلالات دماء تسيل لآلاف المواطنين بسبب صراعات قبلية في عدد من ولايات السودان الهامة جداً بالرغم المصالحات التي نسمع عنها بين الحين والآخر.
* مرضى تضيق بهم مستشفيات الحكومة، في إنتظار دواء معدوم، يفترشون الأرض ويجدون أبشع معاملة، وآخرين يقتسمون فضلات الطعام مع القطط، ولا مسؤول (يتنحنح خجلاً).
* مواطنون يمارسون حقوقهم الطبيعية بالتعبير عن رفض الواقع فيخرجون محتجين على غلاء المعيشة وإرتفاع الأسعار فتتصدى الهراوات والغاز المسيل للدموع، ويتم رفعهم في الدفارات قبل أن يقدموا للمحاكمة ، ورغم ذلك (هم الغلطانين).
* أطفال يموتون كل يوم بسبب عدم توفر مصل العقارب، وتكرار هذا الحدث بشكل يكاد يكون شبه يومي وفي مناطق بعينها، ولا مسؤول واحد يفكر في توفير هذا المصل الهام بمستشفيات تلك المناطق ، ولا وزير يهمه كم من أرواح تفقدها البلاد كل يوم بسبب الإهمال والأخطاء الطبية.( وهم جالسون)
* الوجع كبير والأمثلة كثيرة، ورغم كل ما ذكرناه من أمثلة قليلة جداً، فهم باقون ما بقيت فيهم روح، بل ويتوارثون (تُقل الدم) وتخانة الجلد وكأنها قميص صمم على مقاسهم.
* لك الله يا مواطن بلادي، فأنت موبوء بنظام لا يوجد في قاموسه سوى بضعة أحرف يحفظها منسوبوه عن ظهر قلب تقول: ( أنا و من بعدي الطوفان)!!
الجريدة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.