فضيحة فساد تهز معتمدية اللاجئين.. والسلطات تتحرك بحسم

سودافاكس – ألقت السلطات الأمنية بمدينة بورتسودان القبض على عوض علي ميدان، مدير المكتب التنفيذي في معتمدية اللاجئين بالسودان، على خلفية اتهامات خطيرة تتعلق بالفساد الإداري وسوء استخدام السلطة.

تأتي هذه الخطوة عقب تسريبات كشفت عن مخالفات جسيمة داخل المعتمدية، أبرزها تعيينات وفصل تعسفي خارج الأطر القانونية، إضافة إلى تدخلات غير مشروعة في القرارات الإدارية، خاصة بعد اندلاع حرب 15 أبريل، وفقًا لتحقيقات نشرتها صحيفة “سودان تربيون” في مارس الماضي.

وبحسب مصادر حكومية، قيدت النيابة العامة بلاغًا جنائيًا ضد ميدان بالرقم (994) تحت المادة (93) من القانون الجنائي، بتهمة انتحال صفة موظف عام، وتم احتجازه بقسم شرطة المطار في بورتسودان بانتظار استكمال التحقيقات.

وأكد موظفون في معتمدية اللاجئين أن القبض على ميدان يأتي ضمن حملة أوسع لمكافحة الفساد داخل المؤسسة، وسط توقعات بتوسيع التحقيقات لتشمل مسؤولين كباراً، بينهم قيادات في وزارات سيادية، خاصة فيما يتعلق بإعادة تعيين موظفين مفصولين بطرق مشبوهة.

ويذكر أن ميدان كان قد أُقيل سابقاً بعد تسريبه وثائق إدارية للرأي العام، لكنه عاد لاحقاً إلى منصبه بقرار من وزير الداخلية والمعتمد الحالي المكلف، محمد التهامي، وهو ما أثار جدلاً واسعًا وشكوكًا حول التزام المعتمدية بالقوانين واللوائح الرسمية.

ويرى مراقبون أن التجاوزات الإدارية داخل المعتمدية انعكست سلباً على أدائها في ظل الظروف الإنسانية الحرجة التي يعيشها السودان بسبب النزاعات والنزوح الداخلي. وطالب نشطاء حقوقيون بإصلاحات شاملة وإجراءات قانونية صارمة لضمان نزاهة العمل الإنساني.

كما دعا قانونيون ومنظمات حقوقية إلى مراجعة كافة ملفات التعيينات والترقيات والمخصصات داخل معتمدية اللاجئين، معتبرين أن هذه الفضيحة تمثل اختبارًا حقيقيًا لجدية الحكومة في محاربة الفساد وحماية المال العام.

في ظل هذه التطورات، يتوقع مراقبون أن يكشف التحقيق مع ميدان عن مزيد من قضايا الفساد، وقد يشهد قطاع إدارة اللاجئين بالسودان حملة تغييرات إدارية كبرى خلال الفترة القادمة، تمهيدًا لمرحلة إصلاح شاملة تهدف لاستعادة الثقة في مؤسسات العمل الإنساني.

سودافاكس

Exit mobile version