هروب الفتيات جريمة يعززها الجهل وعَضْل النساء

حذّرت دراسة عن “المسؤولية الجنائية في تحريض الفتيات على الهروب” من ضعف الدراسات المتخصصة في قضايا هروب الفتيات وهو ما يعوق تحديد حجم المشكلة على أرض الواقع، واستصدار الأنظمة المتعلقة بها.
وبيّنت الدراسة التي أعدها خالد الدعيلج وصدرت عن جامعة نايف للعلوم الأمنية، أن قضية “هروب الفتيات” اختلف فيها المختصون؛ لأنها موضوع شائك له متعلقات سببية ونتائج وخيمة، لذلك كان لا بد من الوقوف على تلك الأسباب قبل الخوض في التجريم والعقوبة.
وأوضحت الدراسة أن عمر السعوديات مرتكبات جرائم الهروب يتركز في سن الشباب والفتوة والنضج واعتبرته مؤشرًا خطيرًا للغاية.
وفي تعليق الكاتب والأكاديمي وأستاذ فلسفة الإعلام في جامعة الإمام خالد الخضيري لـ”عين اليوم” قال: إن إشكالية التحريض على الهروب أو العنف أو الأعمال الإرهابية يجب أن يجري ضمه للجرائم المعلوماتية التي صدر بحقها تنظيم وعقوبات صارمة فيمن يعمل على إنهاك خصوصيات الناس أو الترويج لفكر ضال أو سياسات معادية أو إيديولوجيات مناهضة لفكر المجتمع.
وقال المستشار القانوني أحمد لاحق: إنه من الواضح وجود أطراف خفية وراء اختفاء الفتيات السعوديات وتحريضهن على الهروب إلى خارج البلاد، وهناك أنظمة قانونية تعاقب على جريمة التحريض لكن ما يطمئننا هو أن الجهاز الأمني في المملكة على درجة عالية من الكفاءة البشرية والتقنية، وما يحدث أقرب ما يكون إلى جريمة إرهاب.
وقال: إن من أهم أسباب ارتفاع نسبة هروب الفتيات سوء معاملتهن وعَضْلهن؛ لذلك يجب توجيه المجتمع المدني بتسليط الضوء على ما تعانيه الفتاة، وجهلها بالسبل السليمة والوسائل القانونية التي كفلتها لها الدولة في حال تعنيفها أو عضلها، مبينًا أن هروب الفتاة من منزل العائلة قد يعرضها لما هو أكثر بشاعة ومنها التشرد.
وقال: إن الجهات الأمنية تستطيع التوصل إلى كل من حرّض أو أيّد أو دعم، ولو كان ذلك معنويًا وتقوم بمحاسبة كل شخص ومعاقبته، بحسب فعله، ونتطلع إلى صدور عقوبة مغلظة لتكون كفيلة بردع كل من تسوّل له نفسه زعزعة أمن المجتمع السعودي.
من جهته قال أستاذ علم الاجتماع بجامعة أم القرى الدكتور محمود كسناوي: إن تغيّب الفتيات ظاهرة معروفة منذ القدم في كل المجتمعات، لكنها ازدادت في مجتمعنا نتيجة للمدنية الحديثة وما أفرزته من عوامل نفسية واجتماعية واقتصادية أهمها التفكك الأسري وصراع القيم والبطالة والفقر والعضْل والإكراه وعجز بعض الأسر عن اكتشاف الأنماط الصحيحة للتعامل مع الفتيات في ظل هذه العوامل والمتغيرات.
وأشار كسناوي إلى أن هروب الفتيات السعوديات في الغالب نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية، وأن استجابة المجتمع لعملية الهروب يعمق المشكلة ليتحول الهروب من سلوك عبثي قد لا تدرك الفتاة محدودة الخبرة أبعاد نزوته العارضة إلى انحراف وجريمة يعاقب عليها القانون، وتوصم بسببها الفتاة؛ مما يصعّب من علاج مشكلة الهروب ويعقدها أكثر.
وبيّن أن أهم الحلول؛ خلق روح الحوار والإصغاء داخلها، وغرس الوازع الديني لدى الفتاة، وإشباع حاجة الفتاة للاعتراف والقبول والاحترام من قبل أسرتها، وضرورة قبول الفتاة كما هي وليس كما يرغب الوالدان أن تكون.
عين اليوم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.