سودافاكس – في تطور مثير للأزمة المصرفية التي أثارت غضبًا واسعًا في السودان، أصدر بنك الخرطوم تحذيرًا عاجلًا دعا فيه العملاء إلى عدم مشاركة معلوماتهم البنكية أو الشخصية مع أي روابط أو جهات غير رسمية على الإنترنت، مشددًا على أن الوعي هو الحصن الأول في مواجهة الهجمات الإلكترونية المتزايدة.
يأتي هذا التحذير في أعقاب واقعة مثيرة للجدل تمثلت في سحب مبالغ مالية من حسابات عدد من العملاء دون علمهم، ما تسبب في حالة من الذعر بين مستخدمي خدمات البنك الرقمية، وأثار موجة انتقادات عارمة على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي بيان رسمي، حاول البنك تفسير ما جرى بالإشارة إلى أن السحوبات تتعلق بعمليات تحويل مصرفي بين البنوك، لكن ذلك التبرير قوبل بتشكيك واسع، خاصة مع غياب أي تفاصيل دقيقة حول طبيعة هذه العمليات.
المفاجأة الأكبر جاءت عندما نفت شركة السودان للخدمات المصرفية الإلكترونية – الجهة المسؤولة عن إدارة نظام التحويلات البنكية في البلاد – أي علاقة لها بالأموال المسحوبة، الأمر الذي زاد من حالة الغموض وأثار مخاوف بشأن وجود ثغرات أمنية أو اختراقات تقنية في النظام المصرفي لبنك الخرطوم.
وتصاعدت الاتهامات للبنك على منصات التواصل الاجتماعي، وسط مطالبات بالكشف عن حجم الضرر وتوضيح ما إذا كان هناك تعويض قادم للعملاء المتضررين. وحتى الآن، لم تصدر إدارة البنك أي أرقام رسمية توضح عدد المتضررين أو المبالغ المسروقة.
ويبدو أن بنك الخرطوم يحاول من خلال التحذير الأخير امتصاص الغضب الشعبي واستعادة جزء من الثقة، خاصة وأنه يعد من أكبر البنوك في السودان ويعتمد عليه الملايين في معاملاتهم المالية الرقمية، ما يجعل أي خلل أمني فيه بمثابة تهديد واسع للقطاع المصرفي بأكمله.
سودافاكس
