سودافاكس – في تطور دبلوماسي بارز يعكس القلق الإقليمي المتصاعد، أعلنت 20 دولة عربية وإسلامية، بينها السودان والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وتركيا، إصدار بيان مشترك يدين بشكل قاطع “العدوان الإسرائيلي” على إيران الذي وقع فجر 13 يونيو 2025.
وحذر البيان، الصادر في توقيت بالغ الحساسية وسط تدهور سريع للأوضاع الأمنية، من أن هذه الهجمات تمثل “تصعيدًا خطيرًا” يهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط بأكمله، ودعا إلى التهدئة الفورية ووقف إطلاق النار.
وأكد وزراء خارجية الدول الموقعة، التي تضم أيضًا الأردن وقطر والكويت وعُمان والجزائر والعراق وباكستان وليبيا وموريتانيا والبحرين وجيبوتي والصومال وتشاد وبروناي، على رفضهم المطلق لأي انتهاك لسيادة الدول أو وحدة أراضيها، معتبرين هذه الهجمات خرقًا سافرًا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وشدد البيان على مبدأين أساسيين:
1. إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل: داعيًا إلى انضمام جميع دول المنطقة لمعاهدة عدم الانتشار النووي والعمل لخلق منطقة خالية من الأسلحة النووية لتحقيق الأمن الجماعي.
2. رفض استهداف المنشآت النووية: مستنكرًا أي هجمات على المنشآت النووية الإيرانية الخاضعة لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، واصفًا إياها بانتهاك للقانون الدولي الإنساني وقرارات مجلس الأمن.
كما أوصى البيان بالعودة العاجلة إلى طاولة المفاوضات كـ”السبيل الوحيد” للتوصل إلى حل شامل ومستدام بشأن الملف النووي الإيراني، مؤكدًا أن الحلول العسكرية لا تؤدي إلا لمزيد من عدم الاستقرار.
وأكد البيان أيضًا على ضرورة الحفاظ على حرية الملاحة البحرية في الممرات الدولية الحيوية، مثل مضيق هرمز وبحر العرب، وحماية أمن النقل البحري الذي يمس الاقتصاد العالمي.
ويعد انضمام السودان للبيان تحركًا دبلوماسيًا فاعلاً يعكس انخراط الخرطوم في القضايا الإقليمية المصيرية ورفضها لانتهاك السيادة. كما يبرز البيان تقاربًا ملحوظًا في المواقف العربية والإسلامية تجاه التهديدات الإقليمية وتصاعد الإيمان بأولوية الحلول الدبلوماسية على المواجهات العسكرية في التعامل مع الملفات المعقدة كالملف الإيراني.
واختتم البيان بالتأكيد على أن الحوار والدبلوماسية ومبادئ حسن الجوار هي الطريق الوحيد لتسوية الأزمات، مع تحذير صريح من أن الأدوات العسكرية ستزيد الأوضاع تعقيدًا.
سودافاكس
