سودافاكس – في مأساة إنسانية تقطع القلب، تطلق أم مصرية تقيم في جدة نداء استغاثة للسلطات المصرية والدولية لإنقاذ أطفالها الخمسة الذين اختُطفوا وسُفروا إلى السودان منذ عام ونصف، في ظل تدهور الأوضاع الأمنية هناك.
تعود القصة إلى ما قبل 12 عامًا، حين أُجبرت الفتاة، التي لم تكن قد تجاوزت الخامسة عشرة من عمرها، على الزواج من شاب سوداني عبر معارف العائلة، رغم رفضها الشديد ورغبتها في استكمال دراستها. ولأن القانون المصري يرفض توثيق زواج القاصرات، لجأ الأهل إلى إرسالها إلى السودان لعقد الزواج رسميًا، قبل أن يصطحبها الزوج إلى السعودية لاستكمال دراسته العليا، وهناك بدأت رحلة معاناة طويلة.
تقول الأم، التي تُعرف بـ”أم أحمد”، إن الزوج أساء معاملتها وتخلى عن مسؤوليته، رافضًا الإنفاق على الأسرة بحجة أنه “مخلوق للعبادة فقط”، مما أجبرها على العمل لتربية أولادها. ورغم تعرضها لاحقًا لجلطة في المخ نتيجة الضغوط النفسية، استطاعت استكمال دراستها الجامعية، ثم عملت مدرسة لتعول أبناءها وحدها.
بعد سنوات من الخلافات، حصلت على حكم بالخلع وحضانة الأبناء من المحكمة السعودية. ولكن في رمضان عام 2024، طلب الأب رؤيتهم، ووافقت الأم على أمل أن يظل التواصل قائمًا بينه وبينهم. إلا أن اللقاء تحول إلى فاجعة، إذ لم يُعد الأب الأطفال، ليُكتشف لاحقًا أنهم نُقلوا إلى السودان بمساعدة شقيقه، دون علم الأم أو موافقتها.
ومنذ تلك اللحظة، اختفى أثرهم تمامًا. ورغم محاولاتها المستميتة للجوء إلى الشرطة السعودية، والسفارة المصرية، ووزارة الخارجية، اصطدمت الأم بتعقيدات قانونية ومالية، كان على رأسها ضرورة توكيل محامٍ دولي، وهو ما يفوق إمكانياتها.
اليوم، بعد مرور عام ونصف على اختفاء أطفالها، تعيش أم أحمد في رعب دائم، لا تعلم ما إذا كان أولادها بخير أم ضحية للنزاع المسلح في السودان، وتناشد الدولة المصرية وكل الجهات المعنية بالتدخل العاجل لإعادتهم.
تقول الأم وهي تبكي:
“نفسي أشوفهم وأحضنهم.. مش عايزة غير أولادي، هم روحي وعُمري.. خايفة يضيعوا وسط الحرب ومحدش داري بيهم.”
سودافاكس
