سودافاكس – يشهد السودان أزمة حادة في السيولة النقدية، ما أدى إلى عودة انتشار تجارة الأموال الورقية “الكاش” في الأسواق، في ظل صعوبات يواجهها المواطنون في الحصول على النقود من البنوك. وتسببت الأزمة في ظهور سماسرة يعرضون مبالغ نقدية مقابل تحويلات إلكترونية، مقابل خصم يصل إلى 15% من قيمة المبلغ المطلوب.
وفي مدينة ربك بولاية النيل الأبيض، أفاد أحد المواطنين أن الأزمة دفعت الكثيرين إلى التعامل مع سماسرة السوق لتأمين السيولة، مشيرًا إلى أن هؤلاء السماسرة يفرضون خصمًا بنسبة 10% مقابل تسليم النقود، فيما تصل النسبة إلى 7% عند طلب فئة الـ100 جنيه.
ولا تقتصر المشكلة على صعوبة السحب النقدي، بل تفاقمت بسبب رفض العديد من المؤسسات الحكومية – ومن بينها مستشفيات – التعامل بالتحويلات البنكية الإلكترونية، وإصرارها على الدفع النقدي، ما يزيد العبء على المواطنين ويعزز من نشاط سوق “الكاش”.
من جهة أخرى، كشف المواطن أحمد نصر الدين أن الظاهرة امتدت إلى ولايات مثل بورتسودان، حيث يعرض السماسرة كميات كبيرة من النقود في الأسواق بشكل علني، دون تدخل من السلطات، لتسهيل تحويلات إلكترونية مقابل عمولات مرتفعة.
وأشار نصر الدين إلى أن نسبة الخصم تتفاوت حسب حجم المبلغ المطلوب، إذ تصل إلى 15% في بعض الحالات، كمن يطلب مليون جنيه نقدًا، حيث يحصل فعليًا على 850 ألف جنيه فقط.
وقد أثارت هذه الظاهرة جدلاً دينيًا، حيث أصدرت بعض الهيئات في الولايات فتاوى بتحريم هذه المعاملات، معتبرة إياها نوعًا من الربا المحرم شرعًا، وهو ما قد يضعف نشاط السماسرة مستقبلاً حال تشديد الرقابة وفرض سياسات مالية بديلة.
سودافاكس
