سودافاكس – في تطور خطير يُنذر بتفاقم الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور، أعلنت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي، يوم الثلاثاء، رفضها التام السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي تخضع لحصار خانق منذ أكثر من عام وتشهد مواجهات عنيفة.
وأكد المتحدث باسم الحركة، عبد العزيز عبد الكريم، في تصريح لـ”سودان تربيون”، أن الحركة وجهت رسالة عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أبلغته فيها أن مدينة الفاشر باتت “منطقة عمليات عسكرية”، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من المدنيين والنازحين قد فروا منها إلى مناطق أكثر أمانًا بسبب المعارك المستمرة.
جهود لإجلاء المدنيين وممرات آمنة تحت التهديد
وأوضح عبد الكريم أن قوات “تحالف السودان التأسيسي” بذلت خلال الأشهر الثلاثة الماضية جهودًا كبيرة لتأمين الممرات الإنسانية وإجلاء المدنيين العالقين في المدينة، إلا أن خطورة الوضع وتصاعد العنف جعلا من الفاشر منطقة غير آمنة تمامًا.
وأضاف أن تحالف الدعم السريع، إلى جانب تجمع قوى تحرير السودان – فصيل الطاهر، وحركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، تمكنوا من إجلاء آلاف المدنيين من الفاشر إلى مناطق أكثر استقرارًا مثل طويلة، رغم ورود شكاوى حول انتهاكات ارتُكبت من قبل عناصر الدعم السريع والمليشيات الموالية لهم خلال عمليات الإجلاء.
مناطق الإيواء تواجه أزمة إنسانية خانقة
في ظل استمرار المعارك، دعا المتحدث المنظمات الإنسانية والمؤسسات الدولية إلى توجيه المساعدات العاجلة إلى مناطق الإيواء التي تحتضن الفارين من الفاشر، مثل طويلة، جبل مرة، كورما، كتم، عين سيرو، الكومة، مليط، ومحلية دار السلام، مؤكدًا أن هذه المناطق أصبحت مراكز لجوء رئيسية تعاني من نقص حاد في الغذاء والدواء والخدمات الأساسية.
نداء عاجل للمدنيين بالتوجه إلى مناطق آمنة
وأطلق عبد الكريم نداءً عاجلًا للمدنيين العالقين في الفاشر ومعسكراتها بضرورة مغادرة المدينة فورًا والتوجه إلى مناطق سيطرة الحركة، كعين سيرو وكورما، للحفاظ على حياتهم.
استعداد لتنسيق إنساني رغم الوضع الأمني
كما أعرب المتحدث باسم الحركة عن استعدادهم الكامل للتنسيق مع المنظمات الإنسانية المحلية والدولية لضمان إيصال المساعدات إلى المدنيين في المناطق الآمنة، داعيًا المواطنين إلى التعاون وعدم الانجرار وراء ما وصفه بـ”الأكاذيب والشائعات التي يروج لها تجار الأزمات”.
الفاشر تحت الحصار منذ أبريل 2024
يُذكر أن مدينة الفاشر تعاني منذ أبريل 2024 من حصار تفرضه قوات الدعم السريع، وسط اشتباكات ضارية مع الجيش السوداني مدعومًا بفصائل مسلحة، مما أدى إلى مقتل المئات من المدنيين، وتدمير واسع للبنية التحتية، وانهيار شبه كامل في توفر المواد الأساسية والخدمات.
سودافاكس
