سودافاكس – فرضت مليشيا الدعم السريع، عبر ذراعها المسمى «الوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية» في ولاية غرب دارفور، قيوداً جديدة على عمل المنظمات الإنسانية الوطنية والدولية، بذريعة حماية هذه الفرق من التهديدات الأمنية المتزايدة في المنطقة. وتأتي هذه الإجراءات بعد سلسلة من الهجمات الدامية وعمليات النهب التي استهدفت العاملين في المجال الإنساني خلال الأسابيع الأخيرة.
تصاعد العنف ضد فرق الإغاثة
شهدت ولاية غرب دارفور تصعيداً خطيراً في الاعتداءات على المنظمات الإنسانية، حيث تعرض فريق تابع لمنظمة «هاندي كاب» الفرنسية لهجوم مسلح في يونيو الماضي، في حين قُتل سائق يعمل لدى منظمة «كونسيرن» في حادث منفصل. كما طالت موجة من النهب الواسع ممتلكات المدنيين، وسط اتهامات لمسلحين يعتقد أنهم ينتمون لمليشيا الدعم السريع، مما زاد من تفاقم الوضع الأمني وعمّق المخاوف على سلامة عمال الإغاثة.
قيود جديدة تشل حركة العمل الإنساني
في بيان رسمي، شددت الوكالة التابعة للمليشيا على ضرورة الالتزام بقيود صارمة على حركة الفرق الميدانية، منها حظر التنقل بعد الخامسة مساءً، ومنع عبور الموظفين الأجانب عبر الحدود خلال العطلات الرسمية، بذريعة تقليل المخاطر في الفترات التي تشهد ضعفاً في التنسيق الأمني.
كما اشترطت الوكالة التنسيق المسبق مع مسؤوليها قبل عقد أي لقاءات مع الإدارة المدنية أو تنفيذ أنشطة ميدانية، في خطوة تُثير مخاوف من فرض مزيد من السيطرة على العمل الإنساني وتقويض استقلاليته.
أزمة إنسانية خانقة وسط غياب الدولة
تعتمد ولاية غرب دارفور بشكل شبه كامل على المساعدات الإنسانية المقدمة من المنظمات الأجنبية، في ظل الانهيار شبه التام للبنية الحكومية بسبب النزاع المسلح والانهيار الاقتصادي. وتُفاقم هذه القيود الجديدة من معاناة المجتمعات المحلية التي تعيش أوضاعاً إنسانية متدهورة، وسط دعوات متزايدة من المجتمع الدولي لتأمين بيئة آمنة تُمكّن المنظمات من مواصلة عملها دون تهديدات أو تدخلات مسلحة.
سودافاكس
