سودافاكس – اندلع حريق هائل في مجمع البركة للإنتاج الحيواني شمال غرب مدينة بورتسودان، مما أدى إلى خسائر فادحة قُدرت بأكثر من 3 تريليونات جنيه سوداني، ونفوق الآلاف من رؤوس الماشية، إضافة إلى تدمير عشر مزارع وإتلاف كميات كبيرة من الأعلاف الحيوانية، في واحدة من أسوأ الكوارث التي تضرب القطاع الزراعي في شرق السودان.
مجمع البركة.. عمود الأمن الغذائي في خطر
يُعد مجمع البركة أكبر مركز للإنتاج الحيواني في ولاية البحر الأحمر، ويضم أكثر من 600 مزرعة تحتوي على ما يزيد عن 15 ألف رأس من الماشية (أبقار، ضأن، ماعز، إبل)، ويزوّد أسواق بورتسودان يوميًا بأكثر من 50 طنًا من اللحوم والألبان. ومع ذلك، يواجه المجمع تهديدًا وجوديًا نتيجة الإهمال الحكومي المتراكم وغياب الخدمات الأساسية.
تأخر الإطفاء.. المواطنون أنقذوا ما يمكن إنقاذه
وبحسب شهود عيان، فإن فرق الإطفاء تأخرت أكثر من أربع ساعات في الوصول إلى موقع الحريق، ما ساهم في اتساع رقعة النيران، لولا التدخل البطولي من سكان حي الإسكندرية المجاور، الذين ساهموا في منع امتداد الحريق لبقية المجمع.
مشاكل المياه والكهرباء.. معاناة يومية للمزارعين
رغم مرور أنابيب مياه أربعات – المصدر الرئيسي لمياه الشرب – فوق المجمع، إلا أن مزارعه تُحرم من هذه المياه الحيوية بحجة أنها مخصصة للقطاع السكني. وتضطر المزارع إلى شراء المياه بأسعار باهظة، مما يرفع من تكلفة الإنتاج، خاصة في فصل الصيف. كما يُعاني المجمع من انعدام الكهرباء، ما يعرض عمليات الحلب للتلوث ويزيد من مخاطر السرقات الليلية.
ضعف أمني وخدمات بيطرية غائبة
لا يتوفر في المجمع سوى نقطة شرطة ضعيفة الإمكانيات، شُيدت بمساهمة من أصحاب المزارع، وتفتقر للكادر والآليات، في ظل تفشي السرقات. كما يشكو المزارعون من غياب الأطباء البيطريين، وتأخر حملات التطعيم، رغم تسجيل المجمع كموقع استثماري.
حرائق متكررة وإهمال حكومي مزمن
تزداد خطورة الحرائق في الصيف بسبب تخزين الأعلاف القابلة للاشتعال، في ظل عدم وجود وحدة إطفاء قريبة. وأكد المزارعون أن غياب الدور الحكومي يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن الغذائي لبورتسودان، خاصة في ظل الحرب التي جعلت المجمع مصدرًا رئيسيًا لتغذية المدينة.
مطالب عاجلة من أصحاب المجمع:
إنشاء وحدة إطفاء متخصصة بالموقع
توصيل الكهرباء والمياه بشكل دائم
إنشاء مركز شرطة متكامل
توفير خدمات بيطرية وتطعيمات
إطلاق محفظة تمويل مشترك لتخزين الأعلاف
الأمن الغذائي في خطر
مع استمرار هذا الإهمال الرسمي، يلوح في الأفق انهيار شامل لقطاع الإنتاج الحيواني في بورتسودان، ما ينذر بحدوث فجوة غذائية كبيرة في مدينتي اللحوم والألبان، وسيدفع المواطن السوداني الثمن الأكبر في معاشه اليومي.
سودافاكس
