تتصاعد مؤشرات الطلاق المبكر في السعودية لتثير قلق المجتمع وخبراء العلاقات الأسرية، بعدما كشفت الهيئة العامة للإحصاء عن تسجيل أكثر من 57 ألف حالة طلاق خلال عام 2020، بزيادة 12.7% عن عام 2019، فيما أشارت الإحصائيات إلى أن أكثر من 65% من حالات الطلاق تحدث خلال السنة الأولى من الزواج.
وتدور أسباب هذا الانفصال المبكر بين غياب التفاهم، وضعف الاستعداد النفسي، وضغوط التكاليف، والتوقعات الرومانسية غير الواقعية.
تجارب مؤلمة في بداية الزواج
“لم نكمل 45 يوماً معًا”، يقول فهد العتيبي، البالغ من العمر 29 عامًا، الذي قرر الطلاق بعد خلافات بدأت بعد أسبوع من الزفاف. ويضيف: “كان التحضير للزواج ضخمًا، لكن لم يكن بيننا توافق حقيقي”.
أما ريم القحطاني (25 عامًا)، فكانت تتوقع أن الحب وحده يكفي، لكنها اصطدمت بشريك لا يجيد الحوار ولا يتحمل المسؤولية. وانتهى زواجها خلال 40 يومًا فقط.
ويروي أحمد الريثي، تجربته التي انتهت قبل أن يبدأ شهر العسل فعلياً: “لم نجد أرضية مشتركة، هي كانت تبحث عن حياة مثالية، وأنا أردت الهدوء، فافترقنا”.
سيدة تطلب الطلاق بعد 3 أسابيع زواج: «صورني صور خاصة بهاتفه وبعتها لأهله»
مختص اجتماعي: الزواج ليس احتفالًا.. بل مشروع حياة
ويصف الأخصائي الاجتماعي أحمد النجار هذه الظاهرة بأنها “أحد تجليات ضعف الثقافة الزوجية”، مضيفًا أن “الزواج ليس مناسبة اجتماعية، بل مشروع حياة طويل يتطلب وعيًا ومهارات تفاهم وتواصل فعّالة”.
وأشار النجار إلى عدة أسباب رئيسية تقف وراء هذه النهايات السريعة، منها:
- التكاليف الباهظة للزواج التي ترهق الطرفين.
- قرارات زواج مبنية على إعجاب سطحي أو فترة تعارف قصيرة.
- المثالية المفرطة خلال فترة الخطوبة وغياب الواقعية.
- تدخلات الأسرة المستمرة دون وضع حدود واضحة.
- ضعف مهارات التواصل والقدرة على التكيف مع الحياة الجديدة.
- الطلاق.. خطر على المرأة بعد سن الـ 50 لماذا..!
الزواج يحتاج استعدادًا نفسيًا ومجتمعيًا
وختم النجار حديثه بالتأكيد على ضرورة إعادة تأهيل المقبلين على الزواج نفسيًا واجتماعيًا، وتعزيز ثقافة التفاهم بدلاً من التركيز على المظاهر والاحتفالات، معتبرًا أن “الطلاق المبكر ليس مجرد فشل عاطفي، بل مؤشر خطر على بناء الأسرة في المجتمع”.
