سودافاكس – كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة عن تحركات أمريكية جديدة تهدف إلى صياغة تسوية سياسية للأزمة السودانية، في ظل سباق النفوذ مع روسيا والصين على القارة الإفريقية، لا سيما على ساحل البحر الأحمر. ويقود الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هذه المبادرة، مدفوعًا بطموح الحصول على جائزة نوبل للسلام.
تحرك أمريكي وتأجيل اجتماع رباعي مهم
أفادت المصادر أن اجتماعًا رباعيًا كان من المقرر عقده في 20 يوليو قد تأجل إلى 29 من الشهر ذاته. ويضم الاجتماع كلًا من الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر، قطر، وبريطانيا، حيث من المنتظر أن تناقش الأطراف خارطة الطريق الأمريكية لحل النزاع السوداني، في ظل تباينات واضحة مع الطرح السوداني الرسمي الذي تم عرضه خلال قمة بغداد العربية في مايو الماضي.
تفاصيل التسوية الأمريكية: تجميد الصراع لا حله؟
يرتكز المقترح الأمريكي على وقف فوري للعمليات القتالية، يتبعها حوار مباشر بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
بالمقابل، يشترط الطرح السوداني الرسمي انسحاب الدعم السريع من المناطق الحضرية، ورفع الحصار عن مدينة الفاشر، ووقف أي دعم خارجي لقوات الدعم السريع، ثم إطلاق حوار سوداني شامل.
استبعاد الإيقاد والاتحاد الأفريقي من الوساطة
في تحول بارز بمشهد الوساطة الإقليمية، لجأت واشنطن إلى قطر وبريطانيا لدعم جهودها، في حين غابت كل من منظمة الإيقاد والاتحاد الأفريقي، رغم تلقيهما رسميًا خارطة الطريق من الحكومة السودانية.
ترامب يعود للمشهد الدولي عبر بوابة السودان
تقود التحركات الجارية إدارة مقربة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي يسعى لاستعادة حضوره الدولي من بوابة تسوية النزاعات، على غرار ملف اتفاقيات التطبيع العربي الإسرائيلي التي رعتها إدارته.
مخاوف داخلية من اتفاق إطاري جديد
عبّر رئيس التحالف الوطني د. تجاني سيسي عن قلقه من عودة سيناريو “الاتفاق الإطاري” بصيغة معدّلة، واعتبر أن هناك محاولات لتجاوز مطالب الشعب السوداني والالتفاف على انتصاراته.
وفي السياق ذاته، دعا الكاتب عبدالماجد عبدالحميد الحكومة السودانية إلى اتخاذ موقف واضح وتسمية ناطق رسمي لتحذير الرأي العام مما وصفه بـ”المؤامرة الرباعية”، مشيرًا إلى إدراج الإمارات ضمن المحور الثلاثي الأمريكي-السعودي-المصري.
هل تسير واشنطن نحو فرض تسوية شاملة؟
أكد مستشار الرئيس الأمريكي، مسعد بولس، أن وزير الخارجية ماركو روبيو سيعقد اجتماعًا وزاريًا للدول الست المعنية بالأزمة، مشددًا على أن الحل لا يمكن أن يكون عسكريًا ولا على حساب أي طرف. وأوضح: “السبيل الوحيد للخروج من الأزمة هو إشراك جميع القوى السودانية في عملية التسوية”.
تبقى الأنظار موجهة إلى الاجتماع المرتقب في واشنطن، والذي قد يحمل ملامح جديدة للحل السياسي في السودان وسط ضبابية داخلية ومصالح متقاطعة خارجيًا.
سودافاكس
