الأمم المتحدة تُطلق تحذيرًا عاجلًا من كارثة صحية في شمال دارفور

سودافاكس – في تحذير أممي خطير، كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” عن كارثة صحية وشيكة تهدد مئات الآلاف من الأطفال في ولاية شمال دارفور السودانية، حيث يعاني أكثر من 640 ألف طفل دون سن الخامسة من خطر الإصابة بالكوليرا وسط ظروف نزوح مأساوية ونقص حاد في المياه النظيفة والرعاية الصحية.

نزوح جماعي من الفاشر إلى طويلة يُفاقم الأزمة الصحية

تسببت المعارك المتواصلة في مدينة الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور، في نزوح جماعي للسكان نحو بلدة طويلة، التي استقبلت مئات الآلاف من الفارين خلال الأشهر الأخيرة. ومع تدفق النازحين، أصبحت طويلة مركزًا رئيسيًا لتفشي الكوليرا، وسط تدهور كارثي في الخدمات الأساسية.

أرقام صادمة: مئات الإصابات والوفيات في تصاعد

سجلت تقارير اليونيسيف منذ 21 يونيو 2025 أكثر من 1,180 حالة إصابة بالكوليرا في طويلة وحدها، منها 300 حالة بين الأطفال، إلى جانب 20 وفاة على الأقل. وعلى مستوى ولايات دارفور الخمس، ارتفعت الحصيلة إلى 2,140 إصابة و80 وفاة حتى نهاية يوليو، وسط تحذيرات من استمرار تصاعد الأرقام.

انهيار صحي شامل في طويلة: المستشفيات خارج الخدمة

تشهد بلدة طويلة حصارًا صحيًا حقيقيًا، حيث تعاني من نقص فادح في الغذاء والماء، وانعدام شبه تام في خدمات الرعاية الطبية. وقد تم قصف المستشفيات، وإغلاق المرافق الصحية القريبة من خطوط الاشتباك، مما ساهم في انتشار الكوليرا وأمراض أخرى مثل الحصبة وسوء التغذية.

يونيسيف تحذر: لا يمكن للأطفال الانتظار يومًا آخر

قال شيلدون ييت، ممثل اليونيسيف في السودان، إن “الكوليرا مرض يمكن الوقاية منه، لكن انتشاره السريع في طويلة يعرض حياة الأطفال للخطر”، مشددًا على ضرورة السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، لأن “الأطفال لا يستطيعون الانتظار يومًا آخر”.

ارتفاع مقلق في حالات سوء التغذية بين الأطفال

تضاعف عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد في شمال دارفور خلال العام الماضي، مما يزيد من معدلات الوفاة بين المصابين بالكوليرا. وتؤكد التقارير أن سوء التغذية يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الفتاكة.

استجابة يونيسيف الطارئة: لقاحات ومياه نظيفة وتدريب ميداني

تعمل اليونيسيف على مواجهة الكارثة عبر حزمة من التدخلات العاجلة، تشمل:

توفير مياه نظيفة يوميًا لأكثر من 30 ألف شخص

توزيع مستلزمات النظافة وأملاح الإماهة الفموية

إيصال 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا الفموي

دعم مراكز العلاج وتدريب الفرق الصحية

تنفيذ حملات توعية داخل المجتمعات المتأثرة

مطالبات متجددة بتأمين ممرات إنسانية عاجلة

جددت اليونيسيف دعوتها للأطراف المتحاربة بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية العاجلة إلى مناطق النزوح، محذرة من أن أي تأخير في الاستجابة سيؤدي إلى مزيد من الوفيات، خصوصًا بين الأطفال.

الكوليرا لا تزال تفتك بالسودان منذ 2024

منذ إعلان وزارة الصحة السودانية تفشي الكوليرا في أغسطس 2024، تم تسجيل أكثر من 94,170 إصابة و2,370 وفاة في 17 ولاية سودانية. وتعمل اليونيسيف مع منظمة الصحة العالمية لتوسيع نطاق الاستجابة والوقاية من انتشار العدوى.

نقص حاد في التمويل يُهدد جهود الإنقاذ

أكدت اليونيسيف حاجتها الماسة إلى 30.6 مليون دولار لتوسيع تدخلاتها في مجالات الصحة والمياه والنظافة العامة، محذرة من أن فجوة التمويل تُقوّض القدرة على إنقاذ الأرواح في ظل تزايد الاحتياجات بوتيرة متسارعة.

سودافاكس

Exit mobile version