سودافاكس – في عملية أمنية نوعية، كشفت مصادر استخباراتية سودانية عن إحباط واحدة من أعقد محاولات الاختراق الجوي منذ اندلاع الحرب، وذلك باستهداف طائرة شحن إماراتية في مطار نيالا الدولي، غربي السودان، كانت تحمل على متنها أكثر من 40 مرتزقًا كولومبيًا متخصصين في تشغيل الطائرات المسيّرة وأنظمة الحرب الإلكترونية.
مسار الطائرة المشبوهة
انطلقت الطائرة من قاعدة جوية سرية جنوب الإمارات، متبعة مسارًا متعرجًا عبر أجواء سلطنة عمان، ثم البحر العربي، مرورًا بالقرن الإفريقي، قبل اختراق المجال الجوي السوداني عبر ولاية جنوب دارفور، مستغلة غطاءً سحابيًا كثيفًا للتخفي عن الرادارات.
ورغم ذلك، تمكنت منظومة الرصد السيادية السودانية، التي تعمل خارج النمط التقليدي، من رصد إشارات إلكترونية مموهة تُعرف بـ”نمط الشبح الإنساني”، وهي تقنية تخفٍ جوي استخدمت سابقًا في ليبيا واليمن تحت غطاء الرحلات الإنسانية أو الشحن الإغاثي.
كشف الهدف الاستراتيجي
أظهرت التحقيقات أن المرتزقة الكولومبيين على متن الطائرة تلقوا تدريبات متقدمة في برامج أمنية أمريكية، ثم جرى استئجارهم عبر شركات أمنية خاصة مثل “داركماتر” و”سبيير أوبريشنز غروب”، المرتبطتين بالمخابرات الإماراتية، لتنفيذ مهام في مناطق النزاع.
وكان الهدف من إدخالهم إلى نيالا هو إنشاء قاعدة تشغيل للطائرات المسيّرة المتمردة وربطها مباشرة بمحطات إماراتية عبر الأقمار الصناعية، لشن ضربات بعيدة المدى ضد مواقع الجيش السوداني في دارفور وكردفان.
اعتراض جوي حاسم
مع اقتراب الطائرة من الهبوط في مطار نيالا، صدرت أوامر عاجلة من قيادة سلاح الجو السوداني، فانطلقت مقاتلات اعتراضية من قاعدة جوية ونفذت هجومًا دقيقًا أسفر عن تحييد الطائرة قبل تنفيذ مهمتها.
العملية لم تكن مجرد ضربة عسكرية، بل تفكيكًا استخباريًا واستباقًا استراتيجيًا لعملية اختراق متكاملة استهدفت سيادة السودان ومجاله الجوي.
رسالة إلى القوى الخارجية
أكدت القوات المسلحة السودانية أن سماء السودان لن تكون ممرًا للمرتزقة أو الطائرات المتخفية، وأن أجهزة الرصد والحرب السيبرانية باتت قادرة على اكتشاف أي نمط طيران غير مألوف في الوقت الفعلي، مشددة على أن السيادة الوطنية تُصان بالفعل الميداني لا بالتصريحات.
سودافاكس
